السليم قائلاً : (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا باطلاً) وتلك الأمور ثلاثة أنواع:
الأول: ما يتعلق بكيفية أفلاكه وعدها ونضدها، وما يلزم من حركاتها من الخسوف والكسوف، واختلاف التشكلات، وتشابه حركة حامله حول مركز العالم لا حول مركزه، ومحاذاة قطر تدويره نقطة سوى مركز العالم، إلى غير ذلك مما هو مشروح في كتب الهيئة.
الثاني: ما يرتبط بنوره من التغيرات في بعض الأجسام العنصرية، كزيادة الرطوبات في الأبدان بزيادته ونقصانها بنقصانه، وحصول البحارين للأمراض، وزيادة مياه البحار والينابيع زيادة بينة في كل يوم من النصف الأول من الشهر، ثم اخذها في النقصان يوماً فيوماً في النصف الأخير منه، وزيادة أدمغة الحيوانات وألبانها بزيادة النور، ونقصانها بنقصانه، وكذلك زيادة البقول والثمار نمواً و نضجاً عند زيادة نوره حتى أن المزاولين لها يسمعون صوتاً من القثاء والقرع والبطيخ عند تمدده وقت زيادة نوره، وكإبلاء نور القمر الكتان، وصبغه بعض الثمار، إلى غير ذلك من الأمور التي تشهد بها التجربة.
قالوا: وإنما اختص القمر بزيادة ما نيط به من أمثال هذه الأمور بين سائر الكواكب لأنه أقرب الى عالم العناصر منها، ولأنه مع قربه أسرع حركة فيمتزح نوره بأنوار جميع الكواكب، ونوره أقوى من نورها، فيشاركها شركة غالب عليها فيما يرتبط بنورها من المصالح باذن خالقها و مبدعها جل شأنه.
الثالث: ما يتعلق به من السعادة والنحوسة، وما يرتبط به من الأمور التي هو علامة على حصولها في هذا المقام، كما ذكره الديانيون من المنجمين، ووردت ببعضه الشريعة المطهرة على الصادع بها أفضل التسلميات، كما رواه الشيخ الجليل عماد الإسلام محمد بن يعقوب الكليني قدس الله روحه في الكافي عن الصادق عليه السلام قال: «من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى».
وكما رواه أيضاً في الكتاب المذكور عن الكاظم عليه السلام: «من تروج في محاق
(۱) آل عمران، مدنية ۳: ۱۹۱
(٢) الكافي ٨: ٠٤١٦٫٢٧٥