يقدر أن يتعداه إذلالاً له.
قيل : ويمكن أن يراد بالزيادة والنقصان تفاوت أجزائه في النور.
والطلوع والأقول : أي بمجموعها، وكذا قوله : والإنارة والكسوف، والأفول ضد الطلوع، والكسوف زوال الضوء عن الشمس أو القمر للعارض المخصوص.
قيل: والأحسن أن يقال : في الشمس الكسوف، وفي القمر الخسوف .
قال شيخنا البهائي رحمه الله : إن صح هذا القول فلعله أراد عليه السلام بالكسوف زوال الضوء المشترك بين الشمس والقمر، لا المختص بالقمر وهو الخسوف ليكون خلاف الأحسن، ولا يخفى أن امتهان القمر حاصل بسبب كسف الشمس أيضاً، فإنّه هو الساتر لها .
وكأنه - رحمه الله - حمل الإنارة والكسوف على معناهما المتعدي، فيصير المعنى: إمتهنك بأن تفيض النور على الغير تارة كالأرض ونحوها، وتسلبه عنه أخرى كالشمس.
قال : ولما كان شمول الكسوف للخسوف أشهر من العكس إختاره الإمام عليه السلام.
ما أعْجَبَ : ما تعجبية.
قال شيخنا البهائي طاب ثراه : جعله - عليه السلام ـ مدخول ما فعلاً دالاً على التعجب بجوهره ينبئ عن شدة تعجبه عليه السلام من حال القمر، وما دبر الله سبحانه فيه، وفي أفلاكه بلطائف صنعه وحكمته .
وهكذا كل من هو أشد اطلاعاً على دقائق الحكم المودعة في مصنوعات الله سبحانه، فهو أشد تعجباً وأكثر استعظاماً .
ومعلوم أن ما بلغ إليه علمه عليه السلام من عجائب صنعه جل وعلا، ودقائق حكمته في خلق القمر، ونضد أفلاكه، وربط ما ربطه به من مصالح العالم السفلي، وغير ذلك فوق ما بلغ إليه أصحاب الإرصاد، ومن يحذو حذوهم من الحكماء الراسخين بأضعاف مضاعفة، مع أن الذي اطلع عليه هولاء ـ من أحواله وكيفية أفلاكه وما عرفوه مما يرتبط به من أمور هذا العالم - أمور كثيرة يحار فيها ذو اللب
(١) الصحاح ٤ : ١٣٥٠ و ١٤٢١ ، القاموس ٣: ١٩٦ ٫ خسف وكسف، فيها.