__________________
جَهَنَّمَ ...) الآية [سورة النساء ٤ : ١١٥] ـ أنّ من البين لدى جميع الفرق وقوع هذه الفرقة الاثنى عشرية في طرف النقيض من سائر الفرق الاثنين والسبعين ، لكونهم جميعا ملعونين بلسان هؤلاء ، مستوجبين أشدّ العذاب عندهم في يوم الجزاء ، بخلاف بعض أولئك الفرق الآخرين مع بعض ، فإنّ المعتزلة ـ مثلا ـ : «يقولون بفسق الأشاعرة فكيف باستحقاقهم الخلود في النار» ، وكذلك العكس؟! ولكن الشيعة الموصوفين يعتقدون هلاك كلتي الفرقتين في جهنم مع سائر الفرق السبعين الذين لا يقولون بإمامة الاثني عشر المنصوص على إمامتهم وخلافتهم في كلام سيّد المرسلين ، أو يقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ، أو يقدّمون من أخّره اللّه ورسوله ويؤخّرون من قدّماه .. إلى أن قال في صفحة : ٢٤١ ويدلّ عليه مضافا إلى شهادة أحوال هؤلاء ونظام أمر مذهبهم والحمد للّه إلى هذا الزمان وغاية احتياطهم في الدين واجتنابهم عن متابعة أهواء الملحدين والمبتدعين ، وعن تقليد الأموات من المجتهدين ، وعن تحليل الحرام وتحريم الحلال في شريعة سيد المرسلين ، وأخذ الرشى في الأحكام ، والمباعدة والمباغضة مع أهل بيت رسول اللّه الطيّبين الطاهرين ، حديث يرويه ابن مردويه ـ المشهور الذي هو من أعاظم حفاظهم ـ بإسناده عن زاذان ، عن عليّ عليه السلام أنّه قال : ـ وما كان يقول شيئا إلاّ عن لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ـ : «ستفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنان وسبعون في النار وواحد في الجنّة ، وهم الذين قال اللّه تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنٰا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) [سورة الأعراف (٧) : ١٨١] أنا وشيعتي».
وذلك أنّ من الظاهر أن الخلفاء الثلاثة وأتباعهم الأغوياء لم يكونوا شيعة علي عليه السلام ، ولا يكونون أبدا إلى يوم القيامة .. إلى أن قال : وللمولى جلال الدين المذكور ـ أيضا ـ رسائل كثيرة غير ما ذكرناه في مسائل نادرة من الحكمة والكلام .. ، وغير ذلك ، وله أيضا شعر جيد ، وكان تخلّصه ب : الفاني .. ثم ذكر له بعض الأبيات ومنها في صفحة : ١٤٢ :
خورشيد كمال است نبىّ ، ماه وليّ |
|
اسلام محمّد است ، وايمانست عليّ |
گر بيّنهاى در اين سخن مىطلبى |
|
بنگر كه زبيّنات اسما است جلي |
ومنها :
آن چهار خليفهاى كه ديدى همه نغز |
|
بشنو سخنى لطيف وشيرين ولغز |
بادام خلافت ز پى گردش حقّ |
|
افكند سه پوست تا برون آيد مغز |