الثمان فيها مبدلا ب : الثمانين ، حيث قال : جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن المثنى أبو عبد اللّه ، والد أبي قيراط ، وابنه يحيى بن جعفر (جش) [أي ذكره النجاشي] ، روى الحديث ، كان وجها في الطالبيين ، متقدّما ، ثقة ، سمع فأكثر ، وعمّر نيفا وتسعين سنة ، ومات في ذي القعدة من سنة ثمانين وثلاثمائة. انتهى.
فلا بدّ إمّا من صحّة نسخة الخلاصة التي فيها الثمان ، لتوافق نسخة النجاشي التي عندنا .. وإمّا صحّة نسخة النجاشي التي عند ابن داود لتوافق نسخة الخلاصة التي عندنا.
وعلى كلّ حال ؛ فما في كلام النجاشي ينافي بعضه بعضا ؛ لأنّ مقتضى ما نقله من ولادته في سنة أربع وعشرين ومائتين (١) ، وعمره نيفا وتسعين. لزم أن يكون تاريخ وفاته سنة ثلاثمائة وما بين أربع عشر سنة وعشرين سنة ،
_________________
(١) لقد تقرّر أنّ وفاة المترجم في سنة ثمان وثلاثمائة ، وقد قال النجاشي : أنّه عمّر نيفا وتسعين سنة ، وأرخ ولادته بسنة أربع وعشرين ومائتين ، وهذا يتنافى عند الجمع بينهما ، فإنه إذا أردنا الجمع كان وفاته عن عمر لا يتجاوز الأربع وثمانين سنة.
قال شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : ٧٥ : .. والمظنون وقوع التصحيف في التاريخ ، والصحيح سنة ٣١٨ حتى يلائم نيفا وتسعين ، نعم لو كان نيفا وثمانين كان الصحيح سنة ٣٠٨ ، ولكن رواية ابن أبي الثلج المتوفى سنة ٣٢٥ عنه ، ورواية ابن ماهيار ـ الذي يروي عن أحمد بن إدريس الأشعري الّذي توفّي سنة ٣٠٦ ـ يؤيد ما حكاه النجاشي عن الجعابي تلميذ المترجم ـ أي جعفر بن محمد بن جعفر ـ أنّه توفي سنة ٣٠٨ ، وأنّه ولد بسامراء سنة ٢٢٤ ، فيكون عمره ٨٤ ، لا نيفا وتسعين ، فالمحتمل وقوع التصحيف في تاريخ ولادته ، وأنّها كانت سنة ٢١٤ ، وإنّ عشرين مصحف : عشرة.
والذي يقوى عندي أنّ التصحيف وقع في تاريخ الولادة ، وأنّ الصحيح ولادته في سنة ٢١٤ ، وعليك التأمل والفحص لعلك تقف على وجه أوجه ، فتفطن.