وفي بعض كتب أصحابنا كان أبواه من المتمسكين بالشجرة الملعونة ، فترك طريقهما ، وقيل له : كيف تشيّعت وأنت شاميّ حميري؟! فقال : صبّت عليّ الرحمة صبّا فكنت كمؤمن آل فرعون (١).
_________________
كريه الوجه أسود ذو بصيص |
|
حديد الناب أزرق ذو لعاب |
يهلّ له الجري إذا رآه |
|
حثيث الشدّ محذور الوثاب |
تأخّر حينه ولقد رماه |
|
فأخطاه بأحجار صلاب |
ودوفع عن أبي حسن عليّ |
|
نقيع سمامه بعد انسياب |
قال المرزباني : ثمّ حرّك فرسه وثناها وأعطى ما كان معه من المال والفرس للّذي روى له الخبر وقال : إنّي لم أكن قلت في هذا شيئا.
وقال ابن المعتز في طبقاته : ٧ : كان السيّد أحذق الناس بسوق الأحاديث والأخبار والمناقب في الشعر لم يترك لعلّي بن أبي طالب [صلوات اللّه وسلامه عليه] فضيلة معروفة إلاّ نقلها إلى الشعر ، وكان يملّه الحضور في محتشد لا يذكر فيه آل محمّد [صلوات اللّه عليهم] ولم يأنس بحفلة تخلو من ذكرهم .. أقول : لا غرو لمثل هذا العبقري الفذّ أن ينال شرف ترحّم الإمام عليه السلام عليه ، وينال وعده بأنّ اللّه تعالى يرحمه ويدخله جنّته التي وعد أولياءه إن قال الحقّ ، وقد قال ونظم قصيدته التي أشرنا إليها ، وينال رئاسة الشعراء في زمانه ، وأن يكون رأسا ، وأن ينال شرف كونه أحد الأربعة الّذي انتهى إليهم علم الأئمّة عليهم السلام ، فصلوات اللّه عليه يوم عاش ، ويوم مات ، ويوم يبعث حيا.
(١) في الأغاني ٣/٧ بسنده : .. وحدثني أحمد بن سليمان بن أبي شيخ ، عن أبيه أنّ أبوي السيد كانا أباضيّين ، وكان منزلهما بالبصرة في غرفة بني ضبّة ، وكان السيّد يقول : طالما سبّ أمير المؤمنين [عليه السلام] في هذه الغرفة ، فإذا سئل عن التشيع من أين وقع له ، قال : غاصت عليّ الرحمة غوصا.
وقال المرزباني بسنده : .. أخبرني محمّد بن زكريّا العلائي ، قال : حدّثتني العباسّة بنت السيّد قالت : قال لي أبي : كنت وأنا صبيّ اسمع أبويّ يثلبان أمير المؤمنين عليه السلام فأخرج عنهما وأبقى جائعا ، واوثر ذلك على الرجوع إليهما فأبيت في المساجد جائعا لحبّي فراقهما ، وبغضي إيّاهما ، حتى إذا أجهدني الجوع رجعت فأكلت ،