__________________
مصدر التضعيفات الّتي صدرت من الأعلام تستند على كلام الشيخ والكشّي ، من قول الشيخ إنّه : متّهم بالغلوّ ، وقول الكشّي إنّه : (كان من القوم) ، أمّا ما ذكره الشيخ فهو صريح بعدم ثبوت ذلك عنده ، حيث عبّر (بالتهمة) ، بل لم يحتمله ، ثمّ إنّ التهمة لا يخلو منها كلّ نابه الذكر ، جليل القدر ، فإنّ النباهة والجلالة والزعامة في كلّ شخص توجب حسد الحاسدين ، وحقد خاملي الذكر ، وافتراء الأنذال ، وصفري الكفّ من الصفات الحسنة ، فاتّهام المترجم آية تبرّزه في ميدان الصلاح ..
ثم إنّ الغلوّ له استعمالات كثيرة ، ربّما تلصق بالنابهين لمجرد عدم درك المتّهم ـ بالكسر ـ شيئا يظنّه لجهله أنّه يوجب الغلو ، والواقع خلافه ، كما نجده كثيرا في طيّ دراسة أحوال الرجال ، ثمّ إنّ عدم ذكر الشيخ رحمه اللّه للمتّهم ـ بالكسر ـ يسقط اعتبار التهمة ، وإمّا ما ذكر الكشّي رحمه اللّه من أنّه : كان من القوم ، وكان مأمونا على الحديث.
ففيه : أوّلا : إنّ نسخ رجال الكشّي مختلفة ، ففي بعضها بدل : (كان من القوم) (كان من الفقهاء) وفي بعض آخر : كان من العامّة ، وبالجمع بين كلام الشيخ والكشّي يظهر جليّا أنّه كان من العلماء الإماميّة المأمونين على الحديث ، وحينئذ لا بدّ من عدّه ـ كما قال المؤلّف قدّس سرّه ـ من الفقهاء الإماميّة المأمونين على الحديث ، ولازم ذلك عدّه حسنا كالصحيح اصطلاحا ، فتفطّن.
[١٢٢٠]
٧٨٢ ـ أحمد بن عليّ الكلثومي
جاء بهذا العنوان في الخرائج والجرائح ٦٩٦/٢ هكذا : واعلمك أنّي وجهت بمائتي دينار على يد العامر بن يعلى الفارسي وأحمد بن عليّ الكلثومي ..
وعنه في بحار الأنوار ٢٩٤/٥٤.
حصيلة البحث
المعنون ليس من الرواة ، إلاّ أنّ قربه من الإمام عليه السلام بحيث يستأمن في إيصال المال إليه عليه السلام يسبغ عليه نوع قوّة.