إسحاق (١) بن موسى بن مهران الأصفهاني ، الحافظ المشهور صاحب كتاب حلية الأولياء وكان من أعلم (٢) المحدّثين وأكابر الحفّاظ الثقات ، أخذ عن الأفاضل ، وأخذوا عنه ، وانتفعوا به ، وكتاب الحلية من أحسن الكتب. ولد في رجب سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، وتوفّي في صفر. وقيل في محرّم سنة خمس وثلاثين وأربعمائة بأصفهان. انتهى.
وما أبعد ما بينه وبين ما عن البهائي رحمه اللّه من أنّه توفّي سنة خمسمائة وسبع عشرة (٣) ، بل هو غير ملائم مع تاريخ الولادة ، لاستلزامهما كون عمره مائة وثلاثا وثمانين سنة ، وهو بيّن الفساد.
وفي كشف الغمّة (٤) في أحوال الرضا عليه السلام ذمّ أبي نعيم ، واستبعاد
_________________
ومن الغريب جدّا عدّ شيخنا الطهراني في طبقات الأعلام في القرن الخامس : ١٧ للمترجم له في زمرة أعلام علماء الإماميّة مع التنبيه على ذكر ابن شهرآشوب للمترجم بأنّه عامّي ، وذلك أنّ من وقف على حلية الأولياء وتأمّل فيما ذكر في ترجمة الصحابة وغيرهم من المنحرفين عن أهل بيت النبوّة والرسالة صلّى اللّه عليهم أجمعين علم بل قطع بأنّ المترجم من العامّة ، ولا يمتّ للإمامية بأي صلة ، نعم هو من العامّة البعيدين عن النصب والعداء لأهل البيت عليهم السلام ، فالقول : بأنّه من الشيعة الإمامية بعيد عن الصواب.
فإن قلت : بأنّ التقيّة والخوف من المخالفين أوجب ذكر بعض شئون مخالفي أهل البيت عليهم السلام.
قلت : إنّ التقية تستوجب عدم ذكر مساوي المخالفين ، لا ذكر فضائلهم الموضوعة وتقديسهم ، فتفطّن.
(١) في وفيات الأعيان نسبه هكذا : أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق ..
(٢) في المصدر : الأعلام.
(٣) كما أوردها شيخنا المصنّف طاب ثراه في أوّل تنقيح المقال ١٧١/١ من الطبعة الحجريّة ، وفيه جعل وفاته سنة ١٧ ه! ثمّ صحح الرقم في جدول الخطأ والصواب إلى سنة (٤٣٠) فراجع.
(٤) كشف الغمّة ١٤١/٣ : وقال : قال الفقير إلى اللّه تعالى عبد اللّه عليّ بن عيسى غفر اللّه له برحمته ذنوبه ، وستر بعفوه وتجاوزه عيوبه : إنّ الحافظ أبا نعيم وصل معنا إلى أخبار ـ