كون الرجل من الإمامية ، مع أنّ اتّحاد الجوهري مع أبي شبل ممكن المنع (١) ، فيكون الرجل إماميّا مجهولا.
ولو لا ظهور كلام ابن أبي الحديد في كون الرجل عاميّا ، لأمكن استفادة كونه إماميّا من كلام الشيخ رحمه اللّه ، وجعل ما في كلام ابن أبي الحديد مدحا مدرجا له في الحسان. إلاّ أنّ جعل ابن أبي الحديد إيّاه عاميّا ، أفسد علينا ذلك. وتوثيقه لا حجّة فيه ، للاختلاف في المبنى في الوثاقة ، وإلاّ لاندرج الرجل في الموثّقين.
_________________
(١) بل ممتنع الاتّحاد ، وذلك ؛ أنّ الشيخ رحمه اللّه في رجاله عدّ أبا شبل من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام وميّزه برواية سهل بن زياد عنه ، وذكره الشيخ رحمه اللّه في الفهرست ووصفه ب : الجوهري ، وذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، ووصفه أيضا ب : الجوهري وكنّاه هو وغيره ب : أبي بكر ، ونسب هو والشيخ في الفهرست كتاب السقيفة إلى الجوهري ، والدليل على امتناع اتّحاد أبي شبل مع الجوهري ، هو أنّ أبا شبل عدّه الشيخ من أصحاب الصادق عليه السلام ، والإمام عليه السلام ارتحل في سنة ١٤٨ وكونه من أصحاب الصادق عليه السلام هو حظوته بالمثول بين يديه وقد جاوز العشرين ، وموت الجوهري بعد المائتين وستّين ، فيكون قد عمّر أكثر من مائة وستّين سنة ، ثمّ إنّ الجوهري باتفاق علماء الرجال من العامّة ، صاحب عمر بن شبّة المتوفّى سنة ٢٦٢ ، فقد قال في شذرات الذهب ١٤٦/٢ في حوادث سنة ٢٦٢ ، وفي تذكرة الحفاظ ٩٠/٢ برقم ١١٥ ، وتقريب التهذيب ٥٧/٢ برقم ٤٥٢ ، والعبر ٢٥/٢ في حوادث سنة ٢٦٢ ، وتاريخ بغداد ٢١٠/١١ برقم ٥٩١٤ ، و .. غير هذه المصادر بأنّ عمر بن شبة مات سنة ٢٦٢ ، فالجوهري الّذي صاحبه والراوي عنه لا بدّ وأن يكون حيا بعد المائتين ، وقال الصولي أبو بكر محمّد بن يحيى المتوفّى سنة ٣٣٥ في تاريخه : أخبار الراضي باللّه ، والمتقي للّه من كتاب الأوراق في تاريخ الدولة العبّاسيّة ، من سنة ٣٢٢ إلى سنة ٣٣٣ في صفحة : ٦٤ من طبعة دار المسيرة ببيروت في حوادث سنة ٣٢٣ : وتوفّي أحمد بن عبد العزيز الجوهري سنة ٣٢٣ بالبصرة صاحب عمر بن شبة لخمس بقين من شهر ربيع الآخر ، وعلى هذا يكون بين وفاة الإمام الصادق عليه السلام وبين موت الجوهري نحو مائة وخمس وسبعون سنة ، وهذا دليل امتناع اتّحاد أبي شبل مع الجوهري فتفطّن.