_________________
وقال يا سيدي فلان الدين حقك تجهله ، أنت معذور في كونك لا تعرفه.
وإذا خفيت على الغبيّ فعاذر |
|
ألا تراني مقلة عمياء |
فاضطرب المجلس وماج كما يموج البحر ، وافتتن الناس ، وتواثبت العامّة بعضها إلى بعض وتكشفت الرءوس ومزقت الثياب ، ونزل الواعظ ، واحتمل حتى ادخل دارا واغلق عليه بابها ، وحضر أعوان السلطان فسكنوا الفتنة ، وصرفوا الناس إلى منازلهم وأشغالهم ، وانفذ الناصر لدين اللّه في آخر نهار ذلك اليوم ، فاخذ أحمد بن عبد العزيز الكزيّ والرجلين اللذين قاما معه فحبسهم أياما لتطفأ نائرة الفتنة ثمّ أطلقهم. انتهى ما ذكره ابن أبي الحديد. وذكر في التكملة لوفيات النقلة للمنذري المجلد الأوّل وقد حقّق الكتاب بشّار عوّاد معروف في ما قدّمه الدكتور مصطفى جواد في التعريف بالكتاب ومحقّقه العواد قال الدكتور المذكور في صفحة : ١١ هذه القصة التي ذكرناها عن ابن أبي الحديد باختصار. وعلّق العوّاد بقوله : سيكنّى عنه المؤلّف بفلان الدين ، والذي عندي هو أنّه جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ، ولمّا كان ابن أبي الحديد مؤلّف هذا الشرح الوسيع كان ابن أبي الفرج وأحفاده الثلاثة من أكبر أرباب دولة المستعصم باللّه فلم يستطع التصريح باسمه. ثمّ قال الدكتور مصطفى جواد في صفحة : ١٢ من المقدّمة : وغبرت بعد قراءتها افتش عن ترجمة أحمد الكزي أو الكنريّ في التواريخ المستوعبة لعصره وصقع مصره فلم أعثر فيها على شيء منها حتى سافرت إلى الاسكندرية سنة ١٩٤٤ وأحببت الاطلاع على مكتبة البلدية فيها وما فيها من الكتب الخطيّة ، فوقفت فيها على مجلّدين من كتاب التكملة لوفيات النقلة المذكور .. إلى أن قال : وفي أثناء ذلك قرأت في وفيات سنة ٦٢٣ قول زكي الدين المنذري : وفي السابع من المحرّم توفّي الشيخ أحمد بن عبد العزيز المعروف ب : الكزيّ أو الكنري ببغداد ودفن بمقابر قريش .. ـ