و الكلأ أهون عليّ من الدينار و الدرهم، و أيم اللّه إنّهم ليقولون: إنّها لبلادنا التي قاتلنا عليها في الجاهليّة و أسلمنا عليها في الإسلام، و لو لا الخيل التي أحمل عليها في سبيل اللّه لما حميت من بلاد الإسلام شبرا(١).
و هو إجماع منهم، و لأنّ ما كان لمصالح المسلمين قامت الأئمّة فيه مقام النبيّ صلّى اللّه عليه و اله [و قد روي عن النبيّ صلّى اللّه عليه و اله](٢) أنّه قال: «ما أطعم اللّه نبيّا طعمة إلاّ جعلها طعمة لمن بعده»(٣) و أمّا الخبر فمخصوص(٤).
مسألة ١١٩١: للإمام أن يحمي لنفسه و لخيل المجاهدين
و إبل الصدقة و الضوالّ، و كذا نعم الجزية و مواشي الضعفاء - و به قال الشافعي(٥) - لأنّ ذلك كان للنبيّ صلّى اللّه عليه و اله فيكون للإمام.
و حكى أصحاب الشافعي عن مالك أنّه قال: لا يحمي إلاّ لخيل المجاهدين، و لا يحمي إلاّ الأقلّ الذي لا يبين ضرره على الناس،
١- الموطّأ ١/١٠٠٣:٢، صحيح البخاري ٨٧:٤، السنن الكبرى - للبيهقي - ٦: ١٤٧، الأم ٤٦:٤ و ٤٨، التهذيب - للبغوي - ٤٩٢:٤، البيان ٤٢٨:٧، العزيز شرح الوجيز ٢٢٠:٦.
٢- ما بين المعقوفين أثبتناه من المغني ١٨٧:٦، و الشرح الكبير ٢٠٤:٦.
٣- مسند أحمد ١٥/٩:١، سنن أبي داود ٢٩٧٣/١٤٤:٣.
٤- الحاوي الكبير ٤٨٣:٧، المهذّب - للشيرازي - ٤٣٤:١، نهاية المطلب ٨: ٢٨٨، التهذيب - للبغوي - ٤٩٢:٤، البيان ٤٢٧:٧-٤٢٨، العزيز شرح الوجيز ٢٢٠:٦، روضة الطالبين ٣٥٧:٤، المغني ١٨٦:٦-١٨٧، الشرح الكبير ٦: ٢٠٣-٢٠٤، الإشراف على نكت مسائل الخلاف ١١٨٩/٦٦٨:٢، عيون المجالس ١٢٨٢/١٨١٧:٤، روضة القضاة ٣٢٦٨/٥٥١:٢ و ٣٢٦٩.
٥- الحاوي الكبير ٤٨٣:٧، المهذّب - للشيرازي - ٤٣٤:١، التهذيب - للبغوي - ٤٩٢:٤، البيان ٤٢٧:٧، العزيز شرح الوجيز ٢٢٠:٦-٢٢١، روضة الطالبين ٣٥٧:٤.