ومناقشة بعض الأساطين في ذلك ، بأنّه قد روى في كتابه عن غير الثقات أيضا غريبة ؛ ضرورة أنّ عدم وثاقة بعض من روى عنه عند المناقش ، أو عند الكلّ مع وثاقته عنده ، لا يسقط شهادته عن الاعتبار فيما لم ينكشف فيه خطؤه.
ونقل الفاضل المجلسي رحمه اللّه في أربعينه (١) توثيقه عن جماعة ، ونقله عن والده ، وقوّاه ، ونقل عن المحقّق التفرشي (٢) في التعليقة السجّادية عن شيخه العلاّمة ، شيخ الكلّ في الكلّ ، بهاء الملّة والدين العاملي ، عن والده العلاّمة ذي المرتبة الرفيعة والفضل والكمال الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني أعلى اللّه قدرهما ، أنّه سمعه يقول : إنّي لأستحيي أن لا أعدّ حديث إبراهيم بن هاشم من الصحاح.
وقال السيّد الداماد في الرواشح (٣) : والصحيح الصريح عندي ، أنّ الطريق
__________________
(١) الأربعين للمجلسي رحمه اللّه : ٥٠٧ ـ ٥٠٨ ، الحديث الخامس والثلاثون ، المقصد الأوّل.
(٢) أقول : والتفرشي هذا هو المولى مراد بن عليّ خان التفريشي المولود سنة ٩٦٥ والمتوفّى سنة ١٠٥١ وكتابه التعليقة السجّادية الّتي هي شرح وحاشية على كتاب من لا يحضره الفقيه تأليف الشيخ الثقة الجليل ابن بابويه الصدوق رحمه اللّه ، وبعد أن شرح الفقيه شرع في شرح مشيخته على طرق مؤلّفه ابن بابويه ، فذكر في هذا السفر الجليل عن الشيخ بهاء الملّة والدين عن أبيه أنّه قال : إنّي لأستحي أن لا أعدّ حديث إبراهيم بن هاشم من الصحاح .. إلى آخره.
(٣) الرواشح السماويّة : ٤٨ : الراشحة الرابعة ، قال : الأشهر الّذي عليه الأكثر عدّ الحديث من جهة إبراهيم بن هاشم أبي إسحاق القمّي في الطريق حسنا ، ولكن في أعلى درجات الحسن التالية لدرجة الصحّة ، لعدم التنصيص عليه بالتوثيق ، والصحيح الصريح عندي أنّ الطريق من جهته صحيح .. إلى أن قال : ولا يحوج إلى مثله ، على أنّ مدحهم ايّاه بأنّه أوّل من نشر حديث الكوفيين بقمّ ـ وهو تلميذ يونس بن عبد الرحمن ـ لفظة شاملة ،