__________________
جعفر جحظة ، هو أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك النديم .. إلى أن قال : كان حسن الأدب ، كثير الرواية للأخبار ، متصرّفا في فنون من العلم ـ كالنحو واللغة والنجوم ـ مليح الشعر ، مقبول الألفاظ ، حاضر النادرة ، وكان طنبوريا ، حاذقا فيه فائقا! .. إلى أن قال في صفحة : ٢٤٣ : كان جحظة وسخا قذرا ، دنيّ النفس ، في دينه قلّة ، وهو القائل :
إذا ما ظمئت إلى ريقه |
|
جعلت المدامة منه بديلا |
وأين المدامة من ريقه |
|
ولكن أعلّل قلبا غليلا |
ثمّ ذكر قصّة أخرى في طربه وغنائه ومجونه وفسقه .. إلى أن قال في ٢٦٥/٢ ـ ٢٦٧ : قال أبو عليّ : حدّثني أبو القاسم الحسين بن عليّ البغدادي ـ وكان أبوه ينادم ابن الحواري ، ثمّ نادم اليزيديين بالبصرة ، وأقام بها سنين ـ ، قال : كان جحظة خسيف الدين ، وكان لا يصوم شهر رمضان ، وكان يأكل سرّا ، فكان عند أبي يوما في شهر رمضان مسلّما ، فأجلسته ، فلمّا كان نصف النهار سرق من الدار رغيفا ، ودخل المستراح ، وجلس على المقعدة ، واتّفق أن دخل أبي فرآه ، فاستعظم ذلك ، وقال : ما هذا يا أبا الحسن؟ فقال : أفتّ لبنات وردان ما يأكلون فقد رحمتهم من الجوع .. إلى أن قال : وحدّث جحظة في أماليه : دخلت إلى غريب المأمونية مع شروين المغنّي ، وأبي العبيس المغنّي ، وأنا يومئذ غلام عليّ قباء ومنطقة ، وأنكرتني ، وسألت عنّي ، فأخبرها شروين ، وقال لها : هذا فتى من أهلك ، هذا ابن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي ، وهو يغني بالطنبور ، فادنتني ، وقربت مجلسي ، ودعت بطنبور ، وأمرتني أن أغنّي ، فغنيت أصواتا ، فقالت : أحسنت يا بنيّ ولتكونن مغنّيا .. إلى آخر ما ذكره ياقوت.
فمثل هذا الساقط المتخلّع ، والفاسق المتهتّك يعدّ في الرواة ، ويدرج