قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تنقيح المقال [ ج ٥ ]

    27/458
    *

    __________________

    وبينك على تشاحط الدار ، وتراخي المزار ، تتخيّل لي صورتك ، حتّى كأن لم تخل [في إكمال الدين : كأنا لم نخل .. وفي بحار الأنوار : كأن لم نخل ..] طرفة عين من طيب المحادثة ، وخيال المشاهدة ، وأنا أحمد اللّه ربّي ـ إنّه [لا توجد : إنّه في الكتابين] وليّ الحمد ـ على ما قيّض من التلاقي ، ورفّه من كربة التنازع والاستشراف عن أحوالها [في بحار الأنوار : ثمّ سألني عن إخواني ، بدلا من : عن أحوالها] ، متقدّمها ومتأخّرها» فقلت : بأبي أنت وأمّي ، ما زلت أتفحّص [في إكمال الدين : أفحص ، وكذا في بحار الأنوار] عن أمرك بلدا فبلدا منذ استأثر اللّه بسيّدي أبي محمّد عليه السلام ، واستغلق عليّ ذلك ، حتّى منّ اللّه عليّ بمن أرشدني إليك ، ودلّني عليك ، والشكر للّه على ما أوزعني فيك من كريم اليد والطول .. ثمّ نسب نفسه وأخاه موسى ، واعتزل في [في المصدر : بي بدلا من : في] ناحية ، ثمّ قال : «إنّ أبي صلوات اللّه عليه عهد إليّ أن لا أوطّن من الأرض إلاّ أخفاها وأقصاها ، إسرارا لأمري ، وتحصينا لمحلّي ، لمكايد [في بحار الأنوار : من مكايد ، بدلا عن : لمكايد ..] أهل الضلال والمردة من أحداث الأمم الضوالّ ، فنبذني إلى عالية الرمال ، وخبت [في المصدر وبحار الأنوار : وجبت ، وهو الظاهر] صرائم الأرض ، تنظرني الغاية الّتي عندها يحلّ الأمر ، وينجلي الهلع ، وكان صلوات اللّه عليه أنبط لي من خزائن الحكم ، وكوامن العلوم ، ما إن أشعب [في إكمال الدين وبحار الأنوار : أشعت ، وما هنا جاء نسخة هناك] إليك منه جزءا أغناك عن الجملة.

    واعلم ـ يا أبا إسحاق ـ أنّه قال صلوات اللّه عليه : «يا بني! إنّ اللّه جلّ ثناؤه لم يكن ليخلّي أطباق أرضه ، وأهل الجدّ في طاعته وعبادته بلا حجّة يستعلى بها ، وإمام يؤتم به ، ويقتدى بسبيل [في بحار الأنوار : سبل] سنته ، ومنهاج قصده ، وأرجو ـ يا بني ـ أن تكون أحد من أعدّه اللّه لنشر الحقّ ، وطي [في إكمال الدين : ووطئ ، وهو الظاهر] الباطل ، وإعلاء الدين ، وإطفاء الضلال ، فعليك ـ يا بني ـ بلزوم خوافي الأرض ، وتتبّع أقاصيها ، فإنّ لكلّ وليّ من أولياء [في المصدر : لأولياء ، وما هنا أظهر] اللّه عدوا مقارعا ، وضدا منازعا ، افتراضا لمجاهدة أهل نفاقه وخلافه ، أولي الإلحاد والعناد ، فلا يوحشنّك ذلك ، واعلم أنّ قلوب أهل الطاعة والإخلاص تزغ [في بحار الأنوار والمصدر : نزّع ، وهو الظاهر] إليك مثل الطير إلى [في