إبراهيم بن مهزيار حديثا طويلا ، يتضمّن ثناء عظيما من القائم عليه السلام على إبراهيم بن مهزيار. ثمّ ناقش فيه بأنّه هو الراوي لذلك ، فيكون قد مدح به نفسه.
__________________
ونقل المؤلّف قدّس سرّه تمام الحديث ويرد عليه : أنّ الحديث يتضمّن قوله : وإنّي لأعرف الضوء بجبين محمّد وموسى ابني الحسن بن عليّ عليهما السلام ، ثمّ إنّي لرسولهما إليك قاصدا لإنبائك أمرهما ، فإن أحببت لقاءهما والاكتحال بالتبرك بهما فارتحل معي إلى الطائف .. إلى أن قال : فبدرني إلى الإذن ، ودخل مسلّما عليهما ، واعلمهما بمكاني فخرج عليّ أحدهما وهو الأكبر سنا (م ح م د) .. إلى آخره.
وهذه العبارات صريحة بأنّ الإمام الحسن بن عليّ العسكري عليهما السلام كان له ولدان أحدهما الحجّة المنتظر ، والآخر اسمه : موسى ، وهذا خلاف إجماع المسلمين من الإماميّة وغيرهم ، وقد اتّفق أهل الحقّ بأنّ الإمام الحسن العسكري عليه السلام لم يخلّف سوى المهدي المنتظر عجّل اللّه فرجه الشريف.
والظاهر أنّ تثنية الضمائر المذكورة واسم (موسى) أقحم في الحديث المذكور الصحيح سندا من بعض المنحرفين عن الحقّ ، لإسقاط الرواية عن الاعتبار ، والمؤيّد لذلك أنّ الشيخ رحمه اللّه في الغيبة : ١٥٩ ذكر هذه الرواية بنحو أخصر وليس فيها ذكر من (موسى) ولا تثنية الضمائر ، فتفطّن.
ملاحظات على كلام بعض المعاصرين
أقول : يتلخّص نقاش بعض المعاصرين في قاموس الرجال ٢١٥/١ ـ ٢١٧ في ترجمة إبراهيم هذا بامور :
الأوّل قوله : إنّ كونه من السفراء ذكره ابن طاوس وهو اجتهاد منه ، ولو كان سفيرا من قبل الإمام عليه السلام لذكره النجاشي والشيخ رحمهما اللّه ، مع شدّة اهتمامهم بذكر السفراء!
ويرد هذا الزعم أنّ سفارة المترجم ووكالته لم يتفرّد بها السيّد ابن طاوس رحمه اللّه ، وإن كانت شهادته كافية في المقام ، فقد ذكر وكالته جمع من أساطين الطائفة ، وقد أشرنا إليهم ، فراجع.