١- البداية: ٥٦ [البقال: ١٥٨/١].
٢- مرت ترجمة الاول صفحة: ٣٤٣، و أما
الثاني فهو يحيى بن معين بن عون بن زياد المري القطفاني، أبو زكريا البغدادي
(١٥٨-٢٣٣ ه) من أئمة الجرح و التعديل و مؤرخي رجالاته، صاحب كتاب التاريخ و العلل
في الرجال و في مقدمته ترجمة ضافية له، انظر: وفيات الأعيان: ٢١٤/٢، تاريخ بغداد:
١٧٧/١٤، الأعلام: ٢١٩/٩، لسان الميزان: ٧٦٧/٦، علوم الحديث: ٧٣ و غيرها.
٣- الظاهر: قاصا.
٤- نقلت الرواية مفصلا في أكثر من مصدر،
لاحظ: الباعث الحثيث: ٩٣، الجامع لاخلاق الراوي و آداب السامع: ١٤٩ عن علوم
الحديث: ٢٦٩. و الموضوعات لابن الجوزي: ٤٦/١ و جامع الاصول لابن الاثير: ٧٧/١ و
غيرها.
و أقول: جعل ذلك مثالا للصنف الثالث
أولى(١).
ثالثها: قوم ينسبون الى الزهد و الصلاح
بغير علم، فيضعون أحاديث حسبة للّه و تقربا اليه، ليجذب بها قلوب الناس الى اللّه
تعالى بالترهيب و الترغيب، فقبل الناس موضوعاتهم ثقة بهم، و ركونا اليهم، لظهور
حالهم بالصلاح و الزهد، و يظهر لك ذلك من احوال الأخبار التي وضعها هؤلاء في الوعظ
و الزهد، و ضمنوها اخبارا عنهم، و نسبوا اليهم أقوالا و أحوالا خارقة للعادة، و
كرامات لم يتفق مثلها لأولي العزم من الرسل، بحيث يقطع العقل بكونها موضوعة، و إن
كانت كرامات الأولياء ممكنة في نفسها، قال يحيى بن القطان:
ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه فيمن
ينسب الى الخير(٢). و ذلك