قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تنقيح المقال [ ج ٤ ]

    406/437
    *

    وأقول : إبراهيم هذا أحد إخوة الرضا عليه السلام الّذين ضمّهم الكاظم عليه السلام إليه في الوصيّة في الظاهر ، وأفرد الرضا عليه السلام في الباطن. وإخوته : إبراهيم ـ هذا ـ والعبّاس ، والقاسم ، وإسماعيل ، وأحمد ، وأضاف إليهم : أم أحمد. وفي حديث وصيّته عليه السلام المرويّ في الكافي (١)

    _________________

    نبزوه بهذا اللقب ، لأنّ من يأخذ بثأر عشيرته ، ويقتصّ من قاتلي قبيلته لا يسمّى بالجزّار. وقد ضبط البلاد أيام إمارته ، وأمّن السبل ، ولمّا قتل أبو السرايا استشفعوا له عند المأمون فعفا عنه وأمنه ، ولمّا حجّ بالناس سنة ٢٠٢ ووجد فرصة ثأر أيضا على السلطة الظالمة الغاشمة ، واقتص من أعداء أهل بيت النبوة وقتلهم قتلا ذريعا ، ولا غرو فإنّ للشجاعة والشهامة والإباء منطقا لا يدركه ولا يفهمه ، بل ولا يتعقّله من هو حقير النفس ، جبان الروح ، خامل الهمّة ، وقد أوجدت واقعة الطف وواقعة فخ والجرائم الّتي اقترفوها من قبل معاوية ويزيد والمنصور والرشيد من طغاة بني أميّة وبني العبّاس في نفوس العلويّين وشيعتهم غيظا عظيما ، وأيقظت حفيظتهم بحيث سلبت الكثير منهم الصبر والسلوان ، فاستماتوا في سبيل الانتقام ، وبذلوا كلّما في وسعهم من حول وطول لينالوا من أعدائهم قصاص بعض دمائهم ، وهذا أمر طبيعي ، فجرائم آل أميّة وآل العبّاس لعنهم اللّه من تتبّع أبناء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وشيعتهم تحت كلّ حجر ومدر ، وقتلهم الرضيع ، وسبيهم حتّى المخدرات ، وتعذيبهم بأنواع العذاب ، والتمثيل بهم ، وجعلهم في الأسطوانات والحيطان والبناء عليهم ، وردم الحبوس عليهم ، ودفنهم أحياء في الحفر والآبار ، لا بدّ وأن تستتبع ردّ الفعل من مثل المترجم ، وإن شئت الاطلاع على جرائم هاتين الفئتين الضالتين من الأمويّين والعبّاسيّين وأذنابهم ، فعليك بمراجعة العبر ، ومقاتل الطالبيين ، والطبري ، والكامل.

    وقد حاول بعض المعاصرين في قاموسه ٢٠٨/١ ـ ٢١٠ وبذل غاية جهده في الحطّ عن سيّدنا المترجم بأمور لفّقها ، وحسب أنّها تفي بمقصوده ، وهيهات أن تحجب أجنحة الذباب ذكاء الشمس!و التاريخ وأئمّة الأنساب يكذّبان دعاويه ، من مثل قوله : لم يكن للإمام عليه السلام سوى إبراهيم واحد بدليل أنّ المفيد رحمه اللّه لم يذكر سوى ولد واحد له مسمّى ب‌ : إبراهيم ، وحيث إنّه لم يستند على سند قويم أعرضنا عن نقل قوله ، وأحلنا تفنيد رأيه إلى التاريخ ، وكتب الأنساب ، فتفطّن.

    (١) الكافي ٣١٦/١ ـ ٣١٨ حديث ١٥ بتقديم وتأخير واختلاف يسير ، فراجع ، وقد أخذه المصنّف قدّس سرّه من عيون أخبار الرضا عليه السلام.