_________________
ممدوح ، لعلّ لكونه ممدوحا من جهة شجاعته وكرمه ، أو لكونه متولّيا على الوقف من قبل موسى بن جعفر عليه السلام .. مع أنّ الممدوح في اصطلاح الرجاليّين هو ما يدلّ على المدح في الجملة لا الوثاقة ولا الإماميّة ، بل ربّما لا يفيد المدح أصلا ، كما إذا مدح بأنّه شاعر أو قارئ أو كاتب أو ورّاق .. ونظائر ذلك ، وإذا لم تقم في جمل المدح قرينة فإنّه لا يمكن أن يستند عليه ، لأنّ كلمة (ممدوح) عام ، والمفيد للإماميّة أو الوثاقة خاص ، ولا يدلّ العام على الخاص ، وعليه فلا بدّ من الرجوع إلى كلّ ما قيل في الرجل كي يمكن تمييز ممدوحيته بأنّها من قبيل العام أو الخاص.
أقول : وهذا الكلام في المقام غريب ؛ لأنّ الرجاليّين غالبا ، وعلماء الدراية جميعا حدّدوا وبيّنوا المقصود من قولهم : فلان ممدوح ، أو ثقة أو قويّ .. إلى غير ذلك من الألفاظ الدالة على المدح أو الذم ، فإذا وصف الرجاليّ راويا بأنّه ممدوح يعلم أنّه يقصد منه المعنى الخاص ، ونحن لا نناقش المعاصر بدلالة لفظ(ممدوح)على معنى عام في صلب اللغة ، وإنّما نؤاخذه بغفلته عن مصطلح علماء الرجال ، وهل هناك قرينة أقوى من مصطلح المتكلّم ، فمثلا إذا قال الفقيه : الكلمة في الصلاة مبطلة .. أي : الجملة المركبة من حرفين ذات معنى إذا تكلّم بها المصلّي بطلت صلاته ، وإذا قال النحوي : الكلمة كذا .. أي : إنّها مقسم للاسم والفعل والحرف .. وهكذا ، فإذا قيل للنحوي : الكلمة مبطلة للصلاة يكون كالمستهزئ به ، وليس ذلك إلاّ لأنّه خارج عن مصطلح تخصّصه ، ومثله هنا ، فإذا قال الرجاليّ : إنّه ممدوح لا بدّ من مراعات مصطلح الرجاليين في معنى الكلمة ، ونفس هذا الرجاليّ إذا كان شاعرا ، أو فقيها ، أو فيلسوفا ، لا بدّ من مراعاة مصطلح أهل ذلك العلم ، وبذا يعلم مدى أصالة ورصانة اشكال هذا المعاصر.
تسمية المترجم بالجزّار
لا يخفى أنّ المترجم لقّب بل نبز ب : الجزّار ، وذلك أنّه لمّا تقلّد الإمرة من قبل محمّد ابن زيد بن عليّ ومن بعده عن ابنه محمّد بن محمّد بن زيد بن عليّ اكتسح القوى الظالمة ، والشرذمة الطاغية من العبّاسيّين ، وقتلهم وسحقهم في مدّة وجيزة ، ونال بعض ثاره منهم ، ولقوّة شكيمته ، وعدم مبالاته في سحق وقتل أعداء آل محمّد صلوات اللّه وسلامه عليهم وخصوم شيعتهم الأبرار سمّي ب : الجزّار ، لأنّ أعداء اللّه ورسوله لمّا لا يرون لمن قتلوه من ذريّة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وشيعتهم حرمة ، ولم يتورّعوا عن كلّ جريمة أنزلوها بهم حسبوا أنّ من قتلهم وشرّدهم ظالم معتد ، ولو أنصفوا لما