الاعتتاب (۱) شططاً، فأما كتاب الصغاني (٢) فلمراعاة جهة الاحتياط ألزم، وإلى التزام سمت الانصاف أقرب، مع أن فيه أيضاً اعتسافاً في القول، وانصرافاً عن السمت.
وأيضاً في الحديث أحاديث يحكم عليها أنها من الموضوعات على رسول الله صلى الله عليه وآله، ولكنها ليست من مختلقات الواضعين، بل هي أحاديث الأوصياء المنتجبين أصحاب العصمة والطهارة صلوات الله عليهم، ولها من طريق الأصحاب إليهم طرق مضبوطة.
وبالجملة لا يحمل أعباء هذا الخطب إلا الناقد المتثقف المتيقظ المتمهر المتبصر.
حكى الطيبي عن الصغاني أنه قال في الدر الملتقط: قد وقع في كتاب الشهاب للقضاعي كثير من الأحاديث الموضوعة، وما هو ظاهر. وعد جملة وفيرة منها.
وقال بعد نقلها: ووقع في كتاب النجم للأقليشي جملة منها. وعدها.. إلى أن قال: ومما يجري في كلام الناس معزواً إلى النبي صلى الله عليه وآله قولهم: إذا رويتم عني حديثاً فاعرضوه على كتاب الله ، فان وافق فاقبلوه، وان خالف فردوه.
وقال الخطابي في كتاب معالم السنن: هذا حديث وضعته الزنادقة، ويدفعه قوله صلى الله عليه وآله : قد أوتيت الكتاب وما يعدله ، ويروى أوتيت الكتاب ومثله معه، ومنه قولهم: عليكم بدين العجائز، وكنت نبيا وآدم بين الماء والطين عليكم بحسن الخط فانه من مفاتيح الرزق المستحق محروم، العلم علمان: علم
(۱) الاعتتاب الانصراف عن الشيء، واعتتبت الطريق، إذا تركت سهله وأخذت في وعره.
(۲) الصغاني بالمعجمة بعد المهملة، نسبة إلى صغانيان كورة عظيمة بما وراء النهر.