ولا يجوز طرح هذه الأخبار القريبة من التواتر لقولهما المبتلى بالمعارض الموهون بضعف السبب.
وقال الشارح التقي والظاهر أن هتك الستر كان إظهار معجزته، كما في خبر حفص، والنهي إرشادي يتعلق بالأمور الدنيوية، وصار سبباً لعلو درجاته رضي الله تعالى عنه، ولعن الله قاتله الدوانيقي واتباعه.
فانظر أيها المنصف أنه أي أشياء نسبت إليه، وهو في أي مرتبة، والذي حصل لي من التتبع التام وعسى أن يحصل لك ما حصل لي، أن جماعة من أصحاب الرجال رأوا أن الغلاة نسبوا إلى جماعة أشياء ترويجاً لمذاهبهم الفاسدة، كجابر والمفضل بن عمر والمعلى وأمثالهم، وهم بريئون مما نسب إليهم، فرأوا أن يضعفوا هؤلاء كسراً المذاهبهم الباطلة، حتى لا يمكنهم إلزامنا بأخبارهم.
إلى أن قال: فتدبر حتى يحصل لك العلم كما حصل لي، ولا تجتر بجرح الفحول من أصحاب الأئمة المعصومين عليهم السلام.
أنهم كانوا من أصحاب الأسرار، وكانوا ينقلون معجزاتهم، فكانوا يضعفون عليهم، والجاهل بالأحوال لا يستنكر ذلك، كما نقول أن المعلى كان يقول: إن الأئمة عليهم السلام كانوا محدثون، بمنزلة الأنبياء عليهم السلام، بل قال: علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل، فتوهموا أنه يقول: إنهم أنبياء. فتدبر.
وأقول: فإنك تستبعد أولاً، ولكن بعد التأمل تعلم أن ذلك من فضل الله علينا.
انتهى ).
وفيها ذكرناه في المقام كفاية، وإن أردت الزيادة والتفصيل فعليك بمراجعة المستدرك، فإنه قد أتى في ترجمته بما لا زيادة عليه، والله العالم.
(۱) في المصدر: يضعون.
(۲) روضة المتقين ۲۷۸:۱٤، مستدرك الوسائل ٢٨٤:٣، الفائدة ٫ ٥ من الخاتمة.