كشف الأستار٫ج ٤
بيت الرسالة لذوي العقول الصافية والقلوب الطاهرة، فأقول: قال رحمه الله في أول باب ما جاء عن جعفر بن محمد عليهما السلام مما يوافق هذه الأخبار نصه على ابنه موسى عليه السلام: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا أبو محمد هارون ابن موسى قال : حدثني محمد بن همام قال: حدثني عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثني عمر بن علي العبدي عن داود بن كثير الرقي عن يونس بن ظبيان قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت: يا بن رسول الله إني دخلت على مالك وأصحابه، وعنده جماعة يتكلمون في الله عز وجل، فسمعت بعضهم يقول: إن الله تعالى وجها كالوجوه، وبعضهم يقول: له يدان، واحتجوا (۱) يقول الله سبحانه بيدي أسْتَكْبَرْتَ ) وبعضهم يقول: هو الشاب من أ أبناء ثلاثين سنة، فما عندك في هذا ؟
قال عليه السلام - وكان متكئاً فاستوى جالساً وقال : اللهم عفوك عفوك عفوك، ثم قال: يا يونس من زعم أن الله وجها كالوجوه فقد أشرك، ومن زعم أن الله جوارح كالمخلوقين فهو كافر بالله، فلا تقبلوا شهادته، ولا تأكلوا ذبيحته تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، فوجه الله أنبياؤه وأولياؤه وقوله: ﴿خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ فاليد القدرة كقوله تعالى و أيدك بنصره ) فمن زعم أن الله في شيء، أو على شيء، أو يتحول من شيء إلى شيء، أو يخلو منه شيء، أو يشغل به شيء، فقد وصفه بصفة المخلوقين. والله خالق كل شيء، لا يقاس بالقياس، ولا يشبه بالناس، ولا يخلو منه مكان، ولا يشغل به مكان قريب في بعده بعيد في قربه ذلك الله ربنا لا إله غيره، فمن أراد الله وأحبه ووصفه بهذه الصفة فهو من الموحدين ، ومن أحبه بغير هذه (۱) سورة ص ٧٥:٣٨
(۲) الانفال ٦٢:٨