السيد الصفائي الخونساري الصفة فالله منه بريء، ونحن منه براء.
ثم قال عليه السلام: إن أولي الألباب عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله، فإن حب الله إذا ورثه القلب استضاء به القلب، وأسرع إليه اللطف فإذا نزل اللطف صار من اهل الفوائد، فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة فإذا تكلم بالحكمة صار من أهل الفطنة، فإذا نزل منزل الفطنة عمل بها في القدرة، وإذ عمل بها في القدرة عرف الأطباق السبعة، فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكر بلطف وحكمة وبيان، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبته في خالقه، فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى، فعاين ربه في قلبه، وورت الحكمة بغير ما روته الحكماء، وورث العلم بغير ما ورثه العلماء، وورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون.
إن الحكماء قد ورثوا الحكمة بالصمت، وإن العلماء ورثوا العلم بالطلب وان الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة، فمن أخذه بهذه السيرة إما أن يسفل وإما أن يرفع، وأكثرهم الذي يسفل ولا يرفع إذا لم يرع حق الله ولم يعمل بها أمر به، فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته، ولم يحبه حق محبته، فلا يغرنك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وكلامهم، وعلومهم، فإنهم حمر مستنفرة.
ثم قال: يا يونس، إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت، فإنا ورثناه، وأوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب.
فقلت: يا بن رسول الله، فكل من أهل البيت ورث ما ورثت ) من كان من ولد علي وفاطمة عليهما السلام؟
فقال: ما ورثه إلا الأئمة الاثنا عشر.
قلت: سمهم لي يابن رسول الله، قال: أولهم علي بن أبي طالب، وبعده
(١) كفاية الأثر : ٢٥٥
(۲) في نسخة كما ورثتم « منه قدس سره