مجلدات، فرغ من إملاء المجلس التاسع عشر في السابع عشر من رجب سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
قال ابن خلكان أملاه في أربعة وثمانين مجلساً، وختمه بمجلس قصره على أبيات من شعر المتنبي، تكلم عليها وذكر ما قاله الشراح فيها وزاد من عنده. وهو من الكتب الممتعة، يشتمل على فوائد جمة من الأدب.
ولما فرغ من إملائه حضر اليه أبو محمد بن الخشاب والتمس منه سماعه عليه فلم يجبه، فرده عليه في مواضع.
فوقع أبو السعادات على رده فرد عليه، وبين وجوه غلطه في كتاب سماه الانتصار، وهو على صغر حجمه كثير الفائدة (١). انتهى.
وهذا السيد الشريف كان من أكابر علمائنا الإمامية ومشايخهم، ومن أئمة النحو واللغة وأشعار العرب وأيامها، وأقواله منقولة في العلوم العربية والأدبية كمغني اللبيب غيره.
وفي فهرست الشيخ منتجب الدين فاضل صالح، مصنف الأمالي شاهدت غير واحد قرأها عليه (٢).
وله نوادر وقصص مذكورة في التراجم، وهو من مشايخ العالم المتبحر النقاد المفسر الفقيه المحدث المحقق الشيخ الإمام أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن المعروف بالقطب الراوندي.
قال تلميذه أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري في كتاب نزهة الأدباء : شيخنا الشريف ابو السعادات هبه الله بن علي بن محمد بن حمزة العلوي الحسني.. إلى قوله: وكان الشريف ابن الشجري أسخى من رأينا من
(۱) وفيات الأعيان ٦ ٤٥
(۲) فهرست منتجب الدين: ٥٢٩٫١٩٧
(۳) الظاهر أنه نزهة الألياء.