وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً ، ثقة ، أخبارياً علامة ، صاحب نوادر وظرافة ، وكان جميلاً لا سيما في صباه .
وكان الناس يقولون : ما رأى المبرد مثل نفسه .
ولما صنف المازني كتاب الألف واللام سأل المبرد عن دقيقه وعويصه ، فأجابه بأحسن جواب ، فقال له : قم فأنت المبرد بكسر الراء ، أي المثبت للحق ، فغيره الكوفيون وفتحوا الراء ..
وقال نفطويه : ما رأيت أحفظ للأخبار بغير أسانيد (۱) منه ، وعد في تصانيفه هذا الكتاب
وفي كشكول شيخنا البهائي ( قدس سره ) : إن المبرد كان إذا أضاف إنساناً حدثه بسخاء إبراهيم عليه السلام ، وإذا أضافه أحد حدثه بزهد عيسى وقناعته
وقال صلاح الدين الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات : قال المبرد : سئل علي بن موسى الرضا عليه السلام : أيكلف الله العباد ما لا يطيقون ؟ فقال : هو أعدل من ذلك ، قيل له : فيستطيعون أن يفعلوا ما يريدون ؟ قال : هم أعجز من ذلك
ثم قال : وفي هذه الرواية من الإشارة إلى كون الرجل من العدلية الغير المجبرة ، بل من الشيعة الإمامية الغير الشرقية ولا الغربية ما لا يخفى .
(١) بغية الوعاة ١ : ٥٠٣٫٢٦٩ ، روضات الجنات ٧ : ٦٤٢٫٢٧٣