قال في باب الألقاب الخاصة من رياضه : المبرد هو الشيخ الجليل محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الإمام النحوي اللغوي الفاضل الإمامي الأقدم ، المعروف المقبول القول عند الفريقين ، صاحب كتاب الكامل وغيره .
قال : وكان وفاة المبرد سنة خمس وثمانين ومائتين (۱) .
وفي كتابه الكامل : حدثنا أبو محلم محمد بن هشام في إسناد ذكره ، آخره أبو نيرز ، وكان أبو نيرز من أبناء بعض ملوك الأعاجم ، قال : وصح عندي بعد أنه من ولد النجاشي فرغب في الإسلام صغيراً ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلم ، وكان معه في بيوته ، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله صار مع فاطمة وولدها عليهم السلام .
قال أبو نيرز : جاءني علي بن أبي طالب عليه السلام وأنا أقوم بالضيعتين عين أبي نيرز والبغيبغة
إلى أن قال : ثم أخذ المعول وانحدر في العين ، فجعل يضرب ، وأبطأ عليه الماء فخرج وقد تفضح جبينه عليه السلام عرقاً ، فانتكف العرق عن جبينه ، ثم أخذ المعول وعاد إلى العين . فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم ، فانثالت كأنها عنق جزور فخرج مسرعاً ، وقال : أشهد الله أنها صدقة ، عَلَيَّ بدواة وصحيفة ، قال : فعجلت بهما إليه فكتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما تصدق به علي أمير المؤمنين ، تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيرز والبغيبغة على فقراء أهل المدينة وابن السبيل ، ليقي الله بهما وجهه حر النار يوم القيامة ، لا تباعاً ولا توهباً
(۱) رياض العلماء : ٤٤٣ من القسم الثاني المخطوط .