بها إلّا مكذب بالحق ، أو جاهل به ، وألفاظها ألفاظ القرآن ، ولكل خبرٍ معنى ينفي التشبيه والتعطيل ويثبت التوحيد ، وقد أمرنا الأئمة صلوات الله عليهم أن لا نكلّم الناس إلا على قدر عقولهم .
ومعنى الرؤية الواردة في الأخبار : العلم ، وذلك أنّ الدنيا دار شكوك وارتياب وخطرات ، فإذا كان يوم القيامة كشف للعباد من آيات الله وأموره في ثوابه وعقابه ، ما يزول به الشكوك ، ويعلم حقيقة قدرة الله عزوجل ، وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل : ( لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) (١) فمعنى ما روي في الحديث أنه عزوجل يرى ـ أي يعلم علماً يقيناً ـ كقوله عزوجل : ( أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ ) (٢) وأمثال ذلك من رؤية القلب ، وليست من رؤية العين (٣) ، إلى آخر ما قال، إنتهى .
وقد خرجنا بهذه الإِطالة عما نحن بصدده ، وفي الحقيقة خارج ذلك من وضع الكتاب إلّا أن العذر في ذلك ما أشرنا إليه في أول المقال ، وما قصدي من ذلك إلّا تقديس ساحة الكبراء السالفين والمشايخ المكرّمين من أمثال هذه الأمور ، وما توفيقي إلّا بالله الذي إليه مرجع الأمور ، ثم إنّ هذا الكتاب لهذا الشيخ المستطاب من جملة الكتب التي لم تخرج عن المسودة ، وبقي في زاوية الخفاء ولم يؤخذ منه شيء ، كما يظهر ذلك من فهرست الشيخ رحمة الله عليه في المبدأ والمآب .
١٠٠ ـ کتاب الاختيار في أدعية الليل والنهار : وهذا التأليف الجليل من مصنّفات السيد الطاهر الإِمام المعظم فقيه أهل البيت جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى طاووس العلوى الحسني ، وهذا السيد الجليل وأخوه رضي الدين صاحب الكرامات الباهرة والمؤلفات الفاخرة ، من مشايخ
__________________
(١) ق ٥٠ : ٢٢ .
(٢) الفرقان ٢٥ : ٤٥
(٣) التوحيد : ١١٩ .