إلى جواز اللذة العقلية عليه سبحانه ، وأنّ ماهيته تعالى معلومة كوجوده ، وأنّ ماهيته الوجود ، وأنّ المخالفين يخرجون من النار ولا يدخلون الجنة ؛ والصدوق وشيخه ابن الوليد والطبرسي : إلى جواز السهو عن النبي صلىاللهعليهوآله ؛ ومحمّد بن أبي عبد الله الأسدي إلى الجبر والتشبيه . وغير ذلك مما يطول تعداده ، والحكم بعدم عدالة هؤلاء لا يلتزمه أحد يؤمن بالله .
والذي ظهر لي من كلمات أصحابنا المتقدمين وسيرة أساطين المحدثين ، أنّ المخالفة في غير الاُصول الخمسة لا فسقاً ، إلا أن يوجب يستلزم إنكاراً في ضروري الدين ، كالتجسيم بالحقيقة لا بالتسمية ، وكذا القول بالرؤية بالانطباع أو الانعكاس ، وأما القول بها لا معهما فلا لأنه لا يبعد حملها على إرادة اليقين التام والانكشاف العلمي ؛ وأما تجويز السهو عليـه صلىاللهعليهوآله ، وإدراك اللذة العقلية عليه تعالى مع تفسيـرهـا بـإدراك الكمال من حيث أنه كمال لا يوجب فسقاً ، وأما الجبر والتشبيه فالبحث في ذلك عريض أفردنا له رسالة لطيفة ، إنتهى .
ثم قال : ونسب ابن طاووس ونصير الدين الطوسي وابن فهد والشهيد الثاني وجدي العلّامة وغيرهم من إلى التصوّف ، وغير خفي أنّ ضرر التصوّف إنما هو فساد الاعتقاد ، من القول بالحلول ، أو الوحدة في الوجود أو الاتحاد ، أو فساد الأعمال ، أو الأعمال المخالفة للشرع التي يرتكبها كثير من المتصوفة في مقام الرياضة أو العبادة ، وغير خفي على المطلع بأحوال هؤلاء قطعاً الأجلّة من كتبهم وغيرها أنهم منزّهون من كلتا المفسدتين قطعاً .
ونسب جدّي الفاضل الربّاني والمقدّس الصمداني ، مولانا محمّد صالح المازندراني باشتراك اللفظ وفيه أيضاً ما أشرنا إليه ؛ ونسب المحمدّون الثلاثة والطبرسي رضي الله عنهم إلى القول بتجويز السهو على النبي صلّي الله عليه وآله ، كابن الوليد والصدوق أيضاً منكر السهو عليه إلى الغلو، وبالجملة أكثر الأجلّة ليسوا بخالصين عمّا أشير إليه ، ومن هذا يظهر التأمل