يتبادر في الذهن بدواً ، وإن كان نقل ذلك يوجب التطويل ، إلّا أن نفعه جليل وفائدته جميلة ، ولا يُتّهمون الكبراء من المشايخ بأمثال ذلك، وما هو يقال أو قيل .
فنقول : قال في الرجال الكبير : إن حكاية المذاهب الفاسدة كأنها لم تصح عنه ، وإلّا لم يخف على النجاشي ، ولهذا لم يذكر شيء منها ، ولم ينبه عليها فتدبر (١) ، إنتهى . كيف لا ، وهو صرّح بوثاقته كما سبق منـا الإِشارة إلى كلامه في بيان نقل كتاب أخبار الوكلاء ، فليتدبر ، فاحتمال التعدد منفي بنسبته تارة إلى محمد ، واُخرى إلى علي بن نوح ، فإنّ أمثال هذه الاُمور في الأنساب في كلام الرجاليين كثير ، ولا يخفى ذلك على من له أدنى تتبّع ، وهو بكل شيء خبير .
وأما ما قلنا من أن حكاية المذاهب الفاسدة في الاُصول مثل القول بالرؤية ، لا تكون من أسباب الوهن ، لأنّ لكثير من المشايخ السالفين أمثال هذه الحكايات ، وهي موجودة في كتبهم ، أو منسوبة ما هي أعظم منهـا إليهم ، ومع ذلك إجماع الطائفة الحقّة على جلالتهم وعلو مرتبتهم ، ولا ينافي ذلك شرف درجتهم ، وتفصيل ذلك موقوف إلى نقل كلام المحقّق البهبهاني قدس سرّه فيهم ، ولا بدّ لنا الآن نقله لما يترتب عليه من الفـوائد الكثيرة والعوائد الشريفة :
فنقول : قال قدّس سرّه ـ نقلاً عن المعراج الذي هو شرح للفهرست للشيخ المحقق شيخ سليمان ـ : إنّ الشيخ رحمهالله حكى في الخلاصة : أنّه كان يذهب الى الوعيدية ، وهو وشيخه المفيد ، إلى أنه تعالى لا يقدر على غير مقدور العبد ، كما هو مذهب الجبّائي ، والسيد المرتضى إلى مذهب البهشمية :
من أنّ إرادته عرض لا في محل ؛ والشيخ الجليل إبراهيم بن نوبخت
__________________
(١) منهاج المقال : ٤٧ .