ابن الرضا عليهالسلام ، من أنّ أبي جعفر أمره بالرجوع إلى أبي الحسن ابنه عليهالسلام ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى ممن سمع هذه الرسالة، فلما سأله الناس توقف عن الشهادة حتى أدّاها بعد دعائه إلى المباهلة وخوفه منها ، فإنّ مضمون الرواية مما تنفر منه النفوس ، ويخالف ما قدمناه من النصوص .
قلت : قد تصدى لدفع هذه المقالة المحقّق الأكمل في تعليقاته حيث قال : ولعله كانت زلّة صدرت فتاب ، أو يكون له وجه صحيح مخفي علينا والله أعلم (١) ، إنتهى . ويحتمل أن يكون ذلك الكتمان أولاً لما هو المركوز في طباع الناس من عدم تصديقهم لكل خبر وأثر ، خصوصاً إذا كان فيه الأمر بالرجوع إلى ولي الأمر ، كما ظهر منهم ذلك بالنسبة إلى الخيراني ، حتى احتاج في تصديقه إلى مشاهدة أبي جعفر الأشعري ، ولكن لمّا أخبرهم بعد تشديد الأمر وثقل الخطب من المباهلة ، يكون ذلك أشد تأثيراً في طباعهم وأوقع في نفوسهم فلا يحتملون فيه الكذب ، وتكون الحجّة عليهم أتم والدلالة لهم أكمل ، والله العالم بكلّ خفي من خفيات الاُمم .
٩٩ ـ كتاب أخبار الأبواب : وهذا الكتاب كما يستفاد من فهرست الشيخ : لأحمد بن محمّد بن نوح السيرافي ، المكنى بأبي العباس البصري ، وهو من مشايخ النجاشي ، ويوجد في تضاعيف كتابه النقل عنه غير مرة ، وصرّح الشيخ بتوثيقه في باب من لم يرو عنهم ، والعلّامة في الخلاصة ، إلّا أنه زاد : غير أنّه حكى عنه مذاهب فاسدة في الاُصول ، مثل القول بارؤية وغيرها (٢) .
ونحن بمنّ الله وتوفيقه نبين عدم صحة هذه الحكاية أولاً : عن كلام بعض الأعلام ، وثانياً : على فرض الصحة فإنها لا : تصير سبباً للجرح ، كما
__________________
(١) تعليقة البهبهاني : ٤٦ .
(٢) فهرست الشيخ : ٣٧ / ١٠٧ .