عليهالسلام ، وكلام النجاشي ظاهر في التوثيق كما يستفاد من قوله : وجههم وفقيههم . وفي تعليق الرجال : لعله اكتفى بذلك عن التوثيق لدلالتهما عليه كما مرت الإِشارة إليه في الفوائد ، ويحتمل كونه متأملاً فيه ، وفي بعض المواضع ينقل عنه كلاماً ويظهر منه تكذيبه ، ثم استشهد بتغميزه لعلي بن محمّد بن شيره ـ إلى أن قال : ـ والظاهر عدم تأمل المشايخ في علّو شأنه ووثاقته ، وديدنهم الاستناد إليه والاعتداد به ، وفي أول الإِكمال لصدوق الطائفة ما هذا لفظه : وكان أحمد بن محمّد بن عيسى في فضله وجلاله يروي عن أبي طالب عبد الله بن الصلت (١) ، إنتهى .
وفي الراشحة التي عقدها السيد السند العماد المحقّق الـدامـاد في رواشحه لتعيين الاُصول والمصنّفات ، ما هذا لفظه : قال الشيخ في الفهرست : إنّ أحمد محمد بن بن عيسى ، روى عن محمد بن أبي عمير كتب مائة رجل من رجال أبي عبد الله عليهالسلام ، وفي طائفة من نسخ الفهرست روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى أنه كتب عن مائة رجل من رجال أبي عبد الله (٢) ، انتهى .
وفيه من الإِشارة إلى جلالة قدره ما لا يخفى ، فإنّ تكثير الرواية أحد أمارات الوثاقة فتأمل ، على أنّ الشيخ قد صرح بوثاقته في باب أصحاب الرضا بهذه العبارة : أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي ، ثقة ، له كتب (٣) . إنتهى .
فإن قلت : إنّ توثيق الرجل كما هو المأثور من هؤلاء المشايخ الأجلّاء ينافي المروي في إرشاد المفيد وكافي الكليني في باب الإِشارة والنص على أبي الحسن الثالث ، من أنه : كتم الرسالة المعهودة بينه وبين الخيراني خادم
__________________
(١) تعليقة البهبهاني : ٤٦ .
(٢) الرواشح السماوية : ٩٨ / ٢٩
(٣) رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٣ .