ثم إنّ للطبرسي كلاماً جليلاً أعلى من كلام هذا المحدث العلامة قدس الله سرّه القدسي ، قال : قد ثبت إجماع أهل البيت على إيمان أبي طالب ، وإجماعهم حجّة لأنهم أحد الثقلين اللذين أمر النبي صلىاللهعليهوآله بالتمسك بهما (١) ، إنتهى .
ولما أشرنا إلى كلامي هذين العميدين ، فالأولى أن نعززه بثالث ليكون أحلى وأذوق في البين وأجلى وأشرق في رفع المين ، نقلاً عن كتاب السيد فخار أطعمه الله مناهل الأبرار وأسكنه الله مواطن الأخيار جزاء لنصرته عمّ الرسول المختار .
قال : لقد حكى الشيخ أبو الحسن علي بن أبي المجد الواعظ الواسطي بها في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة عن والده ، قال : كنت أروي أبيات أبي طالب هذه القافية ، وأنشد قوله فيها :
بكف الذي قام في جنته (٢) |
|
إلى الـصــابــر الصـادق المتقّي |
فرأيت في نومي ذات ليلة رسول الله صلىاللهعليهوآله جالساً على كرسي ، وإلى جانبه شيخ عليه من البهاء ما يأخذ بمجامع القلب ، فدنوت من النبي صلىاللهعليهوآله ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فردّ عليّ السلام ، ثمّ أشار إلى الشيخ وقال : اُدن من عمي فسلم عليه ، فقلت : أي أعمامك هذا يا رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ؟ فقال : هذا عمّي أبو طالب، فدنوت منه وسلّمت عليه ، ثم قلت له : يا عم رسول الله ، إني أروى أبياتك هذه القافية فاُحب أن تسمعها منّي ، فقال : هاتها ، فأنشدته إيّاها إلى أن بلغت :
__________________
(١) بحار الأنوار ٣٥ : ١٣٩ (بتوسط) .
(٢) في نسخة : في حينه (منه قده) .