الرسالة الذين هم سادات الدنيا والآخرة ، لكن في اخبارهم شفاء الصدور وحياة القلوب وتفريج الكروب وتيسير كل عسير ، فإنهم هداة الاُمم وسادات العرب والعجم ، من أنوارهم يهتدى وبأطوارهم يقتدى ، فنحن نزيّن الكتاب بحديث شريف منهم ، لينجلي به أفئدة اُولي الألباب ، ويستضيء عيون الأحباب والأصحاب ، الصادر عن معدن العصمة في هذا الباب .
ففي البحار في المجلد التاسع منه نقلاً من كتاب السيد السعيد شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي الذي ألّفه في إثبات إيمان أبي طالب بسنده العلي الأعلى : عن علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : نزل جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا محمد ، ربك يُقرئك السلام ويقول لك : إني قد حرمت النار على صلب أنزلك وعلى بطن حملك كفلك ، فقال جبرئيل : أمّا الصلب الذي أنزلك فصلب عبد الله بن عبد المطّلب ، وأمّا البطن الذي حملك فآمنة بنت وهب ، وأمّا الحجر الذي كفلك فعبد مناف بن عبد المطلب وفاطمة بنت أسد (١) .
وأقول : عبد مناف اسم لأبي طالب ، وفي رواية ضعيفة عـامية اسمه عمران .
وقال العلامة المجلسي : قد أجمعت الشيعة على إسلامه وأنه قد آمن بالنبي صلىاللهعليهوآله في أول الأمر ولم يعبد صنماً ، بل كان من أوصياء إبراهيم عليهالسلام ، واشتهر إسلامه من مذهب الشيعة حتى أنّ المخالفين كلّهم نسبوا ذلك إليهم ، وتواترت الأخبار من طرق الخاصة والعامة في علمائنا ومحدثينا كتاباً مفرداً في ذلك كما لا يخفى من تتبّع كتب الرجال (٢) .
__________________
(١) بحار الأنوار ٣٥ : ١٠٩ / ٣٧ .
(٢) بحار الأنوار ٣٥ : ١٣٨ .