ويقال : أنه كان من جملة أصحابه أيضاً ، وله الرواية عنه في كتب أصحابنا المتدينين (١) ، كما في الروضات .
ومن كلامه أنّ أفضل كلمة ترغب الإِنسان إلى طلب العلم والمعرفة قول أمير المؤمنين عليهالسلام : « قدر كل امرىء ما يحسن » .
وقد نقل من مراتب عقله وفطنته واستعداده أشياء عجيبة مذكورة في التراجم ، من أرادها فليراجعها .
بقي الكلام في توضيح كتاب الإِيقاع ، من أنه في أي موضوع من الأبحاث العلمية ، وقد ظهر لي أنّ الإِيقاع من شعب علم الموسيقى والنغم والألحان .
قال في كشف الظنون : قال صاحب الفتحية : الموسيقى علم رياضي يبحث فيه عن أحوال النغم من حيث الاتفاق والتنافر ، وأحوال الأزمنة المتخللة بين النقرات من حيث الوزن وعدمه ليحصل معرفة كيفية تأليف اللحن (٢) ، هذا ما قاله الشيخ في الشفاء ، إلّا أنّ لفظة بين النقرات زيدت على کلامه ، وعبارته بعينها : أي معرفة النغم الحاصل من النقرات ، ليعم البحث على الأزمنة التي تكون نقراتها منغمة أو ساذجة ، وكلامه يشعر بكون البحث عن الأزمنة التي تكون نقراتها منغمة فقط .
وعرّفها الشيخ أبو نصر بأنها صوت واحد لابـث زماناً ذا قدر محسوس في الجسم الّذي فيه يوجد ، والزمان قد يكون غير محسوس القدر لصغره ، فلا مدخل للبحث والصوت اللابث فيه لا يسمى نغمة .
والقوم قدروا أقل المرتبة المحسوسة في زمان يقع بين حرفين متحركين
__________________
(١) روضات الجنات ٣ : ٢٨٩ / ٢٩٤ .
(٢) الشفاء : ١ : ١٧ ، ٣ ـ جوامع علم الموسيقى .