أميل منهم إلى من بان منهم ، فافهم (١) .
وروى الصدوق في أماليه عن : أبي زيد النحوي ، قال : سألت الخليل بن أحمد العروضي ، فقلت : لِمَ يهجر الناس عليا عليهالسلام وقربه من رسول الله صلىاللهعليهوآله قربه ، وموضعه من المسلمين موضعه ، وعناؤه في الإِسلام عناؤه ؟
فقال : بهر والله نوره أنوارهم ، وغلبهم على صفو كل منهل ، والناس إلى أشكالهم أميل ، أما سمعت الأول حيث يقول :
وكل شكل إلى شكله ألِف |
|
أما ترى الفيل يألف الفيلا |
قال : وأنشدنا الرياشي في معناه عن العباس بن أحنف :
وقائل كيف تهجارتما |
|
فقلت قولاً فيه إنصاف |
لم يك من شكلي فهاجرته |
|
والناس أشكال وآلاف (٢) |
وقال العلامة في الخلاصة : خليل بن أحمد ، كان أفضل الناس في الأدب ، وقوله حجة فيه ، واخترع علم العروض ، وفضله أشهر من أن يذكر ، وكان إمامي المذهب (٣) .
وأبوه أحمد كان أول من سمّي بهذا الإِسم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله كما نقل عن المبرد أنه قال : فتش المفتشون فما وجدوا بعد نبينا صلىاللهعليهوآله من اسمه أحمد قبل أبي الخليل .
توفى الخليل سنة خمس وسبعين ومائة ، وقيل : سنة سبعين ، وقيل : ستين ، وقد صادف عصره عصر الصادق عليهالسلام .
___________________
(١) كشف الغمة : ١ : ٤١١ .
(٢) أمالي الصدوق : ١٩٠ / ١٤ .
(٣) رجال العلّامة : ٦٧ / ١٠ .