وقد استدل بهذا المدّعى على وجوه منها : أنّه سُئل لم يهجر الناس علياً عليهالسلام وقربه من رسول الله صلىاللهعليهوآله قربه ، وموضعه من المسلمين موضعه ، وعياده في الإِسلام عياذه ؟
فقال : بهر والله نوره أنوارهم ، وغلبهم على صفو كل منهل ، والناس إلى أشكالهم أميل ، أما سمعت الأول حيث يقول :
وكلّ شكل إلى شكله أَلِف |
|
أما ترى الفيل يألف الفيلا |
وسئُل أيضاً ما الدليل على أنّ علياً عليهالسلام إمام الكل في الكل ؟ فقال : إحتياج الكلّ إليه ، وغناه عن الكلّ (١) .
وفي الرواشح : وقيل له : ما تقول في علي بن أبي طالب ؟ فقال : ما أقول في حق امرىء كتمت فضائله أولياؤه خوفاً ، وكتمت مناقبه أعداؤه حسداً ، ثم ظهر من بين الكتمين ما ملأ الخافقين (٢) .
وفي كشف الغمة نقلاً عن يونس النحوي : قال : قلت للخليل بن أحمد : اُريد أن أسألك عن مسألة فتكتمها عليَّ ؟
فقال : قولك يدل على أنّ الجواب أغلظ من السؤال ، فتكتمه أيضاً ؟
قلت : نعم ، أيام حياتك ؟ قال : سل ، قلت : ما بال أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله كأنهم بنو اُم واحدة ، وعلي بن أبي طالب عليهالسلام من بينهم كأنه ابن علة ؟
فقال : إنّ علياً عليهالسلام تقدمهم إسلاماً ، وفاقهم علماً ، وبذّهم شرفاً ، ورجحهم زهداً ، وطالهم جهاداً ، والناس الى أشكالهم وأشباههم
___________________
(١) روضات الجنات ٣ : ٢٨٩ / ٢٩٤ .
(٢) الروائح السماوية : ٢٠٣ .