بكر ، لأنه المشترك بين الصورتين وهو ظاهر ، والظن بالملزوم يستلزم الظن باللازم ، فيلزم من الظن بإسلام زيد وإسلام عمرو ـ كما هو المفروض . الظن بكفر بكر ، مع أنه مظنون الإِسلام كأخويه .
والجواب : أنّ الملزوم إذا كان أمرين فلا بد ـ في استلزام ظنه الظن باللازم ـ أن تظن بأنّ كلا منهما متحقق ، لا أن يظن بكل واحد واحد بانفراده ، وقد عرفت في الجواب عن التقرير الأخير ، أنّ الثاني لا يستلزم الأول .
وحينئذ نقول فيما نحن فيه : الظن بالملزوم على النحو الثاني لا الأول كما لا يخفى ، فلا محذور .
هذا ، ثم لا يذهب عليك أنّ هذا التقرير لغو جداً ، إذ فيه استدراك عظيم ، لأنه يكفي أن يقال إسلام زيد ، وإسلام عمرو ، يستلزم كفر بكر . والظن بالملزوم حاصل فيما نحن فيه ، فيلزم أن يحصل الظن باللازم أيضاً ، ولا حاجة أصلا إلى إفحام المقدمتين الأخيرتين ، وهو ظاهر (١) .
٤٩٣ ـ كتاب الإِسعاف : للشيخ حسين بن شهاب الدين بن حسين ابن محمّد بن حيدر العاملي الكركي ، قال في أمل الآمل : كان عالماً ، فاضلاً ، ماهراً ، أديباً ، شاعراً ، منشياً ، من المعاصرين ، له كتب ، وعدّ منها : كتاب الإِسعاف (٢) .
وهذا الشيخ من كبار جماعة الإِخبارية الطاعنين على الفقهاء والمجتهدين والمخالفين لهم في اُمور كثيرة ، حتى عدّه الميرزا محمّد الأخباري النيسابوري في كتاب رجاله الكبير من الشارعين في هذا المضمار
___________________
(١) الرسالة الدامغة لشبهة الإيمان والكفر .
(٢) أمل الآمل ١ : ٧٠ / ٦٦ .