روى أنه رحمهالله ـ لما أراد سفر الحج (١) ـ ذهب إلى الجامع ورقى إلى ذروة المنبر ، وكان من جملة ما تكلم به : أيها الناس من حكمت عليه ولا يرضى مني فلا يرضى ، فإنى ما حكمت بشيء إلّا وقد قطعت عليه وعلمت الله ، ما قلت خلاف الحق ، ومن ضاع حقّه وماله بسبب تدقيقي في الشهود وعدم ثبوت الحكم بشهادتهم وكان الحقّ له في الواقع ولم يتبين لي فليرض عني ويحللني ، فإنه ربما يكون الأمـر كـذلـك ولم يتحقّق عنديّ ، ثم عدّ مؤلّفاته وقال : وتوفي رحمهالله في ذلك السفر (٢) ، إنتهى .
والغرض من هذا التطويل مع مخالفته لسبك الكتاب ، إتمام حق هذا الجناب المستطاب ، بما أطنبوه في وصفه أرباب المقال من الأصحاب ، بما هو حق وصواب من غير ارتياب ، وتعريضاً لما في الروضات في خلال ترجمته بهذه الألفاظ : ثم إنّي لم أر إلى الآن أحداً تعرض لبيان أحوال هذا الرجل والكشف عن حقيقة مقامامته العالية مثلنا (٣) ، إنتهى .
وظهر لك أن هذا الحَبر البارع قد ذكره بأكمل التفصيل ، وقد عده في المستدرك أيضاً ثالثاً (٤) من مشايخ آية الله مهدي العلماء بحر العلوم ، وبخٍّ لهما من هذا التوفيق ، وكفى الاُستاد فخراً من هـذا الـولـي الصديق ، والله الموفق ويهدي من يشاء إلى سواء الطريق.
٣١٦ ـ كتاب أنيس الواعظين : وهو من مصنّفات مروج المذهب الجعفري من مذاهب الشرع المحمّدي ، الحاج مولى جعفر الاسترآبادي عليه رحمة الله الملك الهادي ، كان من أعاظم فقهاء معاصرينا ، وأكابر
__________________
(١) ليس في المصدر .
(٢) تتميم أمل الآمل : ۹۰ ، وفيه : وتوفي رحمهالله في ذلك المصر .
(۳) روضات الجنات ٢ : ١٩٤ / ١٧٢ .
(٤) مستدرك الوسائل ٣ : ٣٨٥ الفائدة / ٣ من الخاتمة .