بل رواها جماعةٌ من الثقات ، انتهى ـ إلى أن قال ـ نعم لا يبعد أن يكون منشأ تواهم وتضعيفهم رواية الأعاجيب ، ومنشأ قول النجاشي : تضعيفهم ، أو مع روايته الأعاجيب .
والظاهر أن من جملة المنشأ روايته عن المجاهيل ، ونسبة الإِرتفاع إليه ، ولعلّ هذه النسبة أيضاً من روايته الأعاجيب ، ومما يدلّ على عدم غلوّه ما رواه في الخصال عنه بسنده إلى الصادق عليهالسلام ، قال : صنفان من اُمتي لا نصيب لهما في الإِسلام : الغلاة والقدريّة (١) ، إنتهى .
ويحتمل أن يكون ما تقدم بعنوان أصل جعفر بن محمد مستنداً ذلك إلى فرحة الغري بعينه هو هذا الرجل ، ويؤيده هنالك رواية محمد بن همّام عنه كما عرفت هنا ، ومن الغريب أن الصدوق يعتمد على شيخه ابن الوليد كما نسب إليه على استثناء رجال من كتاب نوادر الحكمة ومنهم هذا الفزاري ، ومع ذلك يروي عنه كما اتفق له ذلك في أصل الزراد والنرسي ، وهذا يشعر إما بالرجوع إلى ما بالرجوع إلى ما اعتمده أولاً كما أشار إلى هذه الدقيقة أيضاً بعض من النقّادين أو بضعف النسبة ، وقد أشرنا سابقاً إلى روايته عنه ، ونكرره في المقام إثباتاً للمرام في الإِكمال .
حدّثنا جماعة من أصحابنا قالوا : حدّثنا محمد بن همّام قال : حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري قال : حدّثنا جعفر بن إسماعيل الهاشمي ، قال : سمعت خالي محمّد بن علي يروي عن عبد الرحمن بن حمّاد ، عن عير بن صالح السابري (٢) ، قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن هذه
__________________
(١) تعليقة البههاني : ٨٧ ، الخصال : ٧٢ / ١٠٩ .
(٢) في المصدر : عمر بن صاحب السابري، وترد في بعض النسخ « بن صالح » ، « بن بزيغ » والظاهر من كتب الرجال أن كليهما تصحيف .