ابن سفيان البزوفري ، والثقة النبيل محمّد بن يحيى العطار ، والثقة الحافظ أحمد بن عقدة .
وأما تضعيف النجاشي ، فالظاهر أنه مأخوذٌ من كلام ابن الغضائري كما يشهد بذلك نقل كلامه للتأييد ، وتضعيفه إن كان من قبل نفسه فأمره سهل لما عرفت مراراً من طعنه كثيراً على جملة من أجلّاء المحدثين ، وقلّما يسلم أحدٌ من طعنه ولا يصيبه حدة توهينه ، وإن كان مأخوذاً من الصدوق وشيخه اين الوليد ، حيث استثنياء من رجال نوادر الحكمة ، وصوّبه أيضاً ابن نوح ، فيما ذكره اللاُستاذ الأجل في التعليقة كفاية ، ونحن ننقل كلامه بطوله لكثرة فولك في المقام وأمثاله .
قال رحمهالله : وقوله : وقال الشيخ : بكونه ثقة ، ونقله التضعيف عن قوم دليلٌ على تأمل فيه ، وعدم قبوله إيّاه ، ثمّ في قوله : روى مولد القائم ، إلى آخره بعد توثيقه ، ونقله التضعيف لعلّه إشارة منه إلى أن : ، سبب تضعيفهم رواية الأعاجيب في مولده وأنه ليس منشأ للتضعيف، والأمر على ما ذكره رحمهالله ، فإن رواية الأعاجيب وأمثالها لعلّه منشأ للتضعيف عند كثيرٍ من القدماء ، كما لا يخفى على المتتبّع والمطلع ، والحال إنه ليس كذلك.
قال جدّي رحمهالله : لا شك في أن اُموره كلّها أعاجيب بل معجزات الأنبياء كلّها أعاجيب ، ولا عجب من الفضائري في أمثال هذه ، والعجب من الشيخ ! لكّن الظاهر أن الشيخ ذكر ذلك البيان لوجه تضعيف القوم لا للذم ، ثم قال: والعجب من النجاشي أنه مع معرفته هؤلاء الأجلّاء وروايتهم عنه ، كيف سمع قول جاهلٍ مجهولٍ فيه .
والظاهر أن الجميع نشأ من قول الغضائري كما صرّح به النجاشي حيث قال : ضعيفاً في الحديث ، قال أحمد بن الحسين رحمهالله : فانظر إنه متى يجوز نسبة الوضع إلى أحد الرواية الأعاجيب ، والحال أنه هو لم يروها فقط