من الأجلاء المتحرزين عن رواية الهمج الرعاع من الناس ، وليسوا أتباعاً لكل ناعق ، ولم يلجأوا أبداً إلى ركن غير وثيق ، حافظين للشرائط المعتبرة في الرواية ، فظهر بهذا البيان أن طريق الفهرست أيضاً لا يقصر عن الصحيح ، ولعلّ لهذه النكتة ، أظهر الوثاقة الأستاذ الأكمل في التعليقة .
٣٠٩ ـ كتاب أخبار الأئمة عليهمالسلام ومواليدهم : وهذا الكتاب من مصنفات أبي عبدالله جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي واضطربت كلمات أرباب الرجال فيه ، قال النجاشي : كان ضعيفاً في الحديث ، قال أحمد بن الحسين : كان يضع الحديث وضعاً ، ويروي عن المجاهيل ، وسمعت من قال : كان أيضاً فاسد المذهب والرواية ، ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام ، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما (١) الله ، ثم ذكر طريقه إليه الضعفاء وقال ابن الغضائري : إنه كان كذاباً متروك الحديث جملة ، وكان في مذهبه ارتفاع ، ويروي عن الضعفاء والمجاهيل ، وكـل عيـوب مجتمعة فيه (۲) ، إلا أن الشيخ الطوسي ذكره في باب فين لم يرو عن الأئمة عليهمالسلام وقال : ثقة ، ويضعفه قوم ، روى في مولد القائم عليه السلام أعاجيب (۳) ، وفي الفهرست، ولم يطعن فيه بشيء وذكر طريقه مخبراً عن الجماعة إليه ، وهكذا السروي في المعالم ولم يتعرض له بسوء ، وهذا كله دليل على عدم اعتمادهما بالتضعيف .
وقد عرفت بنقل النجاشي رواية الشيخين العظيمين عنه ، ، بل ويروي عنه غيرهما جماعة من الأجلاء مثل الثقة الجليل أبي عبدالله الحسين بن علي
___________________
(۱) رجال النجاشي : ٣١٣/١٢٢
(۲) مجمع الرجال ٢ : ٤٢ .
(۳) رجال الشيخ : ٤/٤٥٨ .