جعفر عليهالسلام تتحدّث ، فالتفت إلينا ، فقال : في أي شيءٍ أنتم ؟ هيهات فيهات ، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى تميزوا ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أميكم إلّا بعد إيّاس ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى يشقى من شقي ويسعد من سعد (١) .
وجعفر بن محمد الفاطمي يشترك بين جماعة ، يروي عن ثلاثةٍ منهم التلعكبري المصري والحبري والعلوي الحسيني المكنّى بأبي هاشم ، ، وكلّهم بلائم طبقة صاحب الترجمة إلّا أن الظاهر أنه غيرهم ، بل هو صاحب التاريخ العلوي وكتاب الصخرة والبئر ، ويحتمل أن يكون الكتاب المعنون في العنوان أحد الكتابين ، ويحتمل أن يكون تصنيفاً آخر غير مسمّى باسم .
وعلى أي حالٍ يظهر من تأريخ ولادة ابن عقدة من سنة تسع وأربعين ومائتين ، وسنة وفاته في اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، ومن ملاحظة تاريخ وفاة هذا السيد الأجل أن يكون هو من مشايخه لا الثلاثة المتقدّمة المشتركة معه في الاسم والأب والسيادة .
وتأريخ موته كما في رجال النجاشي بعد توثيقه وإظهار كثرة روايتـه وسماعه وكثرة عمره وعلو إسناده ، وذكر تصنيفه ، وذكر الإِسناد إليه في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثمائة ، وله نيف وتسعون سنة ، وذكر ـ بتوسط شيخه ـ أنه قال : ولدت بسرّ من رأى سنة أربع وعشرين ومائتين (٢) ، فتأمّل .
والأظهر من هذا الظاهر، أن يكون هذا السيد بعينه هو أبا عبد الله جعفر ابن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب ،
___________________
(١)عينة النعماني : ٢٠٨ / ١٦ باختلاف ، والظاهر أنه نقل الرواية بتوسط ، وذلك لوجود صور كثيرة للرواية نقلها أصحاب التواريخ ، راجع الكافي ١ : ٣٠٢ / ٦ ، وغيبة الشيخ : ٢٠٣ .
(٢) رجال النجاشي : ١٢٢ / ٣١٤ .