من الشيخ النقاد النجاشي وغيره ممن حذا حذوه ومشى على أثره .
إلّا أن علامة هذا الزمان وفهّامة هذا الأوان ، أعني ثقة الإِسلام والمحدثين ، وصدوق المليّين ، ومفيد المتأخّرين ، وعلم الهدى في هذه السنين ، ثالث المجلسيّين ، ورابع الطبرسيّين ، قد فك عقد هذا المعضل ، وافتض فصم . ذاك المقفل ، فأتى بما لا مزيد عليه في وثاقته ونباهته ، وأظهر برهةً من مخفيّات جلالته وفقاهته في كتابه الجليل ، فاستدرك بمستدركه ما قصر في شأنه ، وأحيى بمستنبطه ما اُميت من جميل ذكره ، وحقّ له أمثال قصر في ذلك ، فإنه أبو عذرتها وابن بجدتها ، وجذيلها المحكّك (١) ، وعذيقها المرجّب ، ومن أرادها فإنّا هديناه السبيل، ولا نمله في هذه الأوراق بالتطويل ، وهو في صعاب الطرق ، وظلمات الشعب خير دليل .
٢٨٥ ـ أصل جَحْدَر بن المُغيرة الطائي الكوفي : ذكره في الخلاصة : يروي عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وله عنه كتاب (٢) ، ثمّ نقل عن ابن الغضائري تضعيفه في المذهب والحديث ، إلّا أن اُسطوانة هذه الصناعة ، وخريت هذه البضاعة ، الشيخ النقّاد ، والضابط الأضبط النجاشي تعرض لذكره في فهرسته وقال : روى عن جعفر بن محمد [ عليهالسلام ] ذكر ذلك الجماعة ، له كتاب (٣) ، ثمّ ذكر طريقه ، ولم يضعّفه أصلا لا من عند نفسه ولا نقله عن غيره ، وهذا دليل على سلامته من كلّ ما نسب إليه ، كما عرفت طريقته المتقنة في ذلك .
بل عدم نقل التضعيف عن الغضائري أيضاً يدلّ على إبرائه من هذه
___________________
(١) أنا جُذَبْلُها المُحَكّك : هو تصغير جِذُل ، وهو العود الذي ينصب للإِبل الجربي لِتَحْتَك به ، وهو تصغير تعظيم : أي أنا ممّن يستشفى برأيه كما تستشفي الإِبل الجربي بالإِحتكاك بهذا العود . (النهاية ـ جذل ـ ١ : ٢٥١)
(٢) رجال العلامة : ٢١١ / ٤ .
(٣) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٦ .