قال العلّامة المجلسي في بيان هذا الخبر : إنما بعث الله الخضر ليسلّيه و يذكّره عليهالسلام ، وهذا لا ينافي كونه عليهالسلام أفضل من الخضر عليهالسلام ، كما أن الملائكة يبعثهم الله لتعليم أنبيائه وتذكيرهم مع كونهم أفضل منهم (١) .
وأما وفاة هذا الشيخ فقيه أهل البيت عليهمالسلام ففي سنة خمسين ومائة ، كما نصّ على ذلك الشيخ في رجاله في باب أصحاب الصادق عليهالسلام (٢) فعلى هذا ما أظهره من الاختلاف من بقاء هذا الشيخ إلى زمن الكاظم عليهالسلام ففي غير محلّه فإن أرباب النسب وأصحاب التواريخ بل أصحاب سنة الحديث كلّهم قد أطبقوا على أن وفاة الصادق عليهالسلام قد كانت في ثمان وأربعين ومائة ، وإن اختلفوا في شهر الوفاة إلّا أنهم مطبقون على السنة ، وهم الأجلّاء الأثبات ، والفحول من الثّقات ، كالشيخ المنور الكليني في الكافي ، والشهيد في الدروس ، وصاحب كشف الغمّة ، وصاحب الفصول المهمّة ، فظهر من ذلك أن أبا حمزة قد أدرك من زمن الكاظم عليهالسلام سنتين ، ويدلّ على صحّة ذلك ويؤيّده من أن هذا الشيخ قد كان دالاً . على إمامة الكاظم عليهالسلام وهادياً لوفد خراسان في ذلك بنحوٍ من البيان ، كما يظهر ذلك من الرواية الطويلة المرويّة في الخرائج ، ونحن نذكر منها بعض ما يناسب المقصود:
روى عن داود بن كثير الرقّي قال : وفد من خراسان وافدٌ يكنّى أبا جعفر واجتمع إليه جماعة من أهل خراسان ، فسألوه أن يحمل لهم أموالاً ومتاعاً ومسائلهم في الفتاوي والمشاورة ، فورد الكوفة ونزل وزار أمير المؤمنين عليهالسلام ، ورأى في ناحيةٍ رجلاً حوله جماعة فلمّا فرغ من زيارته قصدهم
___________________
(١) بحار الأنوار ٤٦ : ١٤٥ باب ٩ .
(٢) رجال الشيخ : ١٦٠ / ٢ .