عن فضل بن شاذان عن إمام الإِنس والجان الرضي المرتضى مشرَّف أرض خراسان ، من أنه في عصره كسلمان في زمانه ، أو كلقمان بنقل بعض الأعيان .
وبالجملة نسب هذا الكتاب إلى هذا المستطاب الشيخ في فهرسته المعمولة لذكر الأصحاب بعد توثيقه وقال : له كتاب (١) ، ثم أسند إليه بمشيخته الجليلة كما هو دأبه في هذا الكتاب ، وله مصنّفات اُخر من التفسير والنوادر ، وكتاب الزهد ، إن وفقني الله تعالى إن شاء الله نثبّتها في المحال المناسبة لها من الأبواب ، وهو الموفّق للصواب في المبدأ والمـآب ، ثمّ إنه تشوقني نفسي في أن اُثبّت في هذا المقام واحداً من الروايات الواردة من هذا العلام .
فنقول قد روى الشيخ الفقيه المقدّم قطب الدين في كتابه الموسوم بالخرائج بهذه الصورة : روى أبو حمزة الثمالي قال : خرجت مع عليّ بن الحسين عليهماالسلام إلى ظاهر المدينة فلما وصل إلى حائط قال : إني انتهيت يوماً إلى هذا الحائط فاتكأت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في وجهي ثم قال لي : ما لي أراك حزيناً ؟ أعلى الدنيا ؟ ! فهو رزق حاضر يأكل منه البر والفاجر . قلت : ما على الدنيا حزني ، وإن القول لكما تقول، قال: أفعلى الآخرة ؟ ! فهو وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر فعلام حزنك ؟ قلت : الحزن من فتنة ابن الزبير ، فتبسم ، فقال : هل رأيت أحداً توكل على الله فلم يكفه ؟ قلت : لا ، قال : فهل رأيت أحداً سأل الله فلم يعطه ؟ قلت : لا ، قال : فهل رأيت أحداً خاف الله فلم ينجه ؟ قلت : لا ، قال : فإذاً ليس قدّامي أحد (٢) .
__________________
(١) فهرست الشيخ : ٤١ / ١٢٧ .
(٢) الخرائج والجرائح : ٧٠ .