ولهذا يوجد في كتاب ابن داود توثیق بعض الرجال نقلاً عن النجاشي ، وليس ذلك مذكوراً أبداً في صريح كلامه وتصريح أقواله .
الثالث : ما يوجد في كتب العامة وتراجمهم من ذكرهم الرجل ، فتارةً يقولون في مادته : رافضي ، يشتم أبا بكر وعمر ، واُخرى : ضعيف ، أو ضعيف فقط ، فإن هذه الألفاظ الثلاثة يمكن أن يستدل بها على جلالة الرجل ووثاقته وصلابته في الدين والمذهب . فإنهم لو وجدوا في حقه ما يشم منه رائحة النقص والقدح الأسرعوا إليه ونسبوه من غير تأمل كما يوجد في ترجمة غيره من أنه كذّاب وضّاع الحديث ، مدلّس مضطرب وغيرها ، لكن لما خرست السنتهم عن ذلك ، وقصرت ألسنتهم عن البهتان ، قالوا في حقه : رافضيّ يشتم أبا بكر وعمر ، وهذه اللفظة عندنا لو لم تقد الوثاقة المرضية والجلالة الوجهيّة لم تدل أبداً على الوقيعة والنقيصة ، وهذه الخصلة الموجودة فيه صارت سبباً لتضعيفه في كلام البعض منهم كما أشرت ، والله العالم .
والمحارب كما في الصحاح : قبيلة من فِهر بالكسر ، وفِهر : أبو قبيلةٍ من قريش ، وهو فِهرُ بن مالك بن النَضرْ بن كنانة (١) ، أحد أجداد النبي صلىاللهعليهوآله .
٢٧٧ ـ أصل أبي حمزة : ثابت بن أبي صفية ، دينار ، الشهير بالثمالي ، وهو الثقة الجليل، من كبراء مشايخ أصحاب الحديث وعظماء أرباب الرواية والتحديث ، يروي عن الأئمّة الأربعة ، أركان الإِيمان وهم : عليّ بن الحسين ، ومحمّد بن علي ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر سلام الله عليهم أجمعين سادات الجنان . إلّا أنه أدرك عصر أبي إبراهيم عليهالسلام في برهة من الزمان كما صرّحوا بذلك علماء هذا الشأن ، ونقلوا في تجليله
__________________
(١) الصحاح ١ ـ ١٠٩ ـ حرب ـ ، ۲ : ٧٨٤ ـ فهر ـ .