قسمٍ من أقسام المولى بشيءٍ من الشعر ، لم نذكره لأن غرضنا سواه ، إنتهى .
وفي النهاية الأثيرية : قد تكرر اسم المَولَى في الحديث ، وهو اسم يقع على جماعةٍ كثيرة ، فهو الرّب ، والمالك ، والسيّد ، والمنعِم والمعتِق ، والناصر ، والمحِبّ ، والتّابع ، والجار ، وابنُ العَم ، والحليفُ ، والعقيد ، والصِّهر والعبد ، والمعتَق والمُنعَم عليه ، وكلّ من ولي أمراً أو قام به فهو مولاه ووليُّه ، ، ومنه الحديث : « من كُنتُ مولاه فعلیٌّ مولاه » يحمل على أكثر الأسماء المذكورة (١) .
اُنظر بعين الإِنصاف إلى هذا الرجل الناصب ، المنحرف عن أمير المؤمنين ، كيف ألبس الحق لباس الباطل ، ولم يستحي من الله ورسوله ، وحمل كلامه على غير ما أراده جحوداً وعناداً وعتواً واستكباراً ، مع أن كافّة العقلاء والألبّاء لو كانوا غير مسبوقين بالشبهات ، وعارفين بمداليل الألفاظ بحسب اللغات ، لا يفهمون من هذه اللفظة المباركة غير معنى الأولى خصوصاً مع إقترانه بقرينة اُخرى، وهي ذكر الـرسـول آية ألست (اَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) (٢) على سبيل الإِستفهام التقريري ، ولقد ضلّ سعيهم الحياة الدنيا بإلقاء هذه الشبهات الواهيات في أيدي أرباب المقالات ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (٣)
فظهر أن لهذه اللفظة معانٍ كثيرة ، دائرة بين الألسنة ، إلّا أن كل هذه المعاني ليست مرادة ومصطلحة لأرباب الرجال ، بل الأولى أن ترجع إلى فهم
__________________
(١) النهاية : ٥ / ٢٢٨ .
(٢) الأحزاب ٣٣ : ٦ .
(٣) الصف ٦١ : ٨ .