ذلك إلى عريف هذه البضاعة وغطريف هذه الصناعة فإنّ لكلّ مقالٍ أهلاً ولكلّ كريمةٍ فحلاً ، ، وهو و الاستاذ الأعظم المحقّق البهبهاني قدّس سرّه الشعشعاني .
قال في تعليقته على الرجال الكبير في الفائدة الثانية في مقام تعداد اصطلاحات الرجال ، ما هذا لفظه : ومنها قولهم : مولى ، وبحسب اللغة له معانٍ معروفة ، وأما في المقام فسيجيء في إبراهيم بن أبي محمود عن الشهيد الثاني أنه يطلق على غير العربي الخالص، وعلى المعتق ، وعلى الحليف ، والأكثر في هذا الباب إرادة المعنى الأول ، إنتهى . والظاهر أنه كذلك ، إلّا أنه يمكن أن يكون المراد منه النزيل أيضاً كما قال جدّي في مولى الجعفي ، فعلى هذا لا يحمل على معنى. إلّا بالقرينة ، ومع انتفائها فالراجح لعله الأول لما ذكر (١) إنتهى كلام البهبهاني .
ومعنى الحليف : هو الذي ينضم إلى قبيلةٍ أو عشيرةٍ فيحالفها على نصرته والدفاع عنه ، فيكون منتسباً إليها، متعززاً بها ، والنزيل كما يستفاد من الجوهري : هو الضيف ، وتمثل بهذا الشعر :
نزيل القوم أعظمهم حقـوقـاً |
|
وحق الله في حــق الـنــزيـل (٢) |
لكن قد عرفت من المعاني المذكورة، أن استعمال المولى بمعنى : النزيل ليس مذكوراً في كلام اللغويين ، فلعله يستعمل لهذا المعنى بمعونة القرائن ، ولقد خرجنا بهذا التطويل عن ذكر المقصود ، فالأولى أن نعطف الكلام عن هذا المقام لذكر ما هو المطلوب والمرام بعون الملك العلّام .
٢١٦ ـ أصل بشر بن سليمان البجلي : وقد تعرض لذكره النجاشي،
__________________
(١) منهاج المقال : ٩ .
(٢) الصحاح ٥ : ١٨٢٩ .