لأن عبد الله بن أبي إسحاق مَوْلَى الحضرميين ، وهم حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف ، والحَلِيفُ عند العرب مَولىً إنتهى ملخّصاً (١) .
وكتب المحدّثين والمتكلّمين مملوؤة من كلٍ من هذه المعاني في بيان تعيين معنى مولى الواردة في الخبر المتفق عليه بين الفريقين ، خبر الغدير حيث قال صلىاللهعليهوآله : من كنت مولاه فعليٌّ مولاه (٢) ، لا بأس بذكر بعض كلماتهم .
قال الشيخ الجليل الشيخ إبراهيم القطيفي في رسالته المسمّاة بالوافية التي كتبها في تعيين الفرقة الناجية ، المستفاد من خبر افتراق الاُمم الوارد عن سيد العرب والعجم بهذه العبارة : إن معاني المولى عشرة : الَأولى ، والإِمام ، والسيد المطاع ، ومالك الرق، والمعتق ، وابن العم ، والناصر ، وضامن الجريرة ، والجار ، والحليف . ولا يصح حمل قوله صلىاللهعليهوآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، الا على أحد الأوليين إذ لا اشتباه في غير الناصر ، ومعلوم أن مثل ذلك المقام لا يقتضي ولا يحتمل ذلك ، على أن نصرة النبي صلىاللهعليهوآله في الحقيقة ، إنما هي إقامة الدين والحجج والهداية وحفظ الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من وظائفه ، وثبوتها لأمير المؤمنين يقتضي المطلوب ، إنتهى .
وفي الشافي ، نقلاً عن أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه في القرآن المعروف بالمشكل : والمولى في اللغة ينقسم إلى ثمانية أقسام : أولهن المولى المُنعم المُعتِق ، ثمّ المُنعَم عليه المُعتَق ، والمولى الولي ، والمولى الأولى بالشيء ـ وذكر شاهداً عليه من القرآن : ـ والمولى الجار ، والمولى ابن العم ، والمولى الصهر ، والمولى الحليف ، واستشهد على كل
___________________
(١) الصحاح ٦ : ٢٥٢٩ .
(٢) تذكرة الخواص : ٣٥ .