قال : فَدخَل هِشام وبُريهة والمرأةُ على أبي عبد الله عليهالسلام . وحكى هِشامُ الحكايةَ والكلامَ الذّي جَرى بين موسى عليهالسلام وبريهة ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (١) فقال بريهة : جُعلتُ فِداكَ أنّى لكم التّوراةُ والإِنجيلُ وكُتبُ الأنبياء ؟ قال : هيَ عندَنا ورِاثة من عندهِم نقرؤها كما قرؤوها ونقولُها كما قالوها ، إن الله لا يجعلُ حُجّةً في أرضه يُسألُ عن شيءٍ فيقول : لا أدري ، فلزم بُريهةُ أبا عبد الله عليهالسلام حتى مات أبو عبد الله عليهالسلام ، ثمّ لزِمَ موسى بن جعفرٍ عليهماالسلام حتّى مات في زمانه فغسّله بيده وكفّنه بيده والحدهُ بيده وقال : هذا حواريّ من حواريّي المسيح يَعرِفُ حقّ الله عليه ، قال : فتمنّى أكثر أصحابه أن يكونوا مثله (٢) .
. فظهر من هذا الحديث الشريف أنه من أصحاب الكاظم عليهالسلام أيضاً ، ويحتمل أن يكون الوجه لعدم ذكره الشيخ في أصحابه ما ذكره بعض المحقّقين من أن دأب الشيخ في الرجال على أصحاب الرواية دون الّلقاء ، وهذا أيضاً بعيد غاية البعد .
فعلى ما في آخر الحديث من تعظيم الكاظم عليهالسلام له في تجهيزه بيده ، وقوله ما قال فيه ، وتمني أكثر الأصحاب كونهم مثله يستفاد المدح الباذخ، وأن الرجل فوق أن يمدحه المادحون ويصفه الواصفون ، فما تقدّم من المحقّق البهبهاني من استفادة توثيقه عن رواية ابن أبي عمير عنه من العجب العجاب ، بل الحقيق أن يعد ذلك من المؤيدات ، بل من أدنى أمارات وثاقته وجلالته في الباب ، والله أعلم بالصواب .
۲۱۲ ـ أصل بسْطام بن الحُصَينْ الجُعفي الكوفي : يظهر من
__________________
(١) آل عمران ٣ : ٣٤ .
(٢) التوحيد : ٢٧٥ / ٣٧ .