الحال ، حيث أن الحبر يطلق في اللغة والحديث على علماء اليهود والنصارى ، فعلى ذلك المراد بالحبري ، هو النصراني المذكور في كلام آخر للشيخ ، وتبع الشيخ في المقام صاحب المعالم ، حيث جعل للرجل عنوانين ، ونسب في كلٍ منهما إليه الكتاب ، وقد ذكرت فى ذلك ما هو حقّ الصواب (١) .
ثم إن في كلام الشيخ في ترجمة الرجل : أنه أسلم على يد أبي عبد الله عليهالسلام نظر واضح لمن تأمّل ونظر في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق في باب الرد على الذين قالوا : إن الله ثالث ثلاثة ، حيث نقــل حديث مناظرة هذا الحبر العليم مع المتكلم الحكيم هشام بن الحكم ، فإن المستفاد من هذا الحديث، أن الرجل أسلم على يد مولانا أبي إبراهيم موسى الكاظم عليهالسلام قبل ملاقاته لأبي عبد الله عليهالسلام ، ولا بأس بذكر الحديث فإن فيه شفاء للقلوب ، وتفريج للكروب ، هو المسك كلّما يذكر يتضوع .
قال : فارتحلا ـ أي هشام وبريهة ـ حتى أتيا المدينة والمرأة معهما وهما يُريدان أبا عبد الله عليهالسلام ، فلقيا موسى بن جعفر عليهماالسلام ، فحكي له هشام الحكاية ، فلما فرغ قال موسى بن جعفر عليهماالسلام : يا بريهةُ كيف علمك بكتابك ؟ قال : أنا به عالم ، قال : كيف ثقتك بتأويله ؟ قال : ما أوثقَني بعلمي فيه ، قال : فابتدأ موسى بن جعفرٍ عليهماالسلام بقراءة الإنجيل ، قال بريهة : والمسيح لقد كان يقرأها هكذا ، وما قرأ هذه القراءة إلّا المسيح ، ثم قال بُريهة : إياك كُنتُ أطلبُ منذُ . سنةً أو مثلكَ ، قال : فآمن وحسُنً إيمانُه وآمنتِ المرأةُ وحَسُنَ إيمانُها.
__________________
(١) مع تنقيح المقال ۱ : ١٦٧ .