النجاشي لشیء من ذلک .
وبالجملة قد تكون بعض الاُمور في نظر بعض من أمارات القدح ، ولا تكون في نظر آخر كذلك بل تكون من دلالات المدح ، وقد يكون الأمر بالعكس ، وقد لا يفيد أحدهما ، وإن شئت مزيد التوضيح فارجع إلى ما أفاده المحقّق البهبهاني في ترجمة إبراهيم بن عمر اليماني .
ويظهر من الحديث الذي رواه صاحب كشف الغمة أن صاحب الترجمة كان في درجة عالية من شدة المتابعة لإِمام زمانه ، بحيث لا يظهر عنه المخالفة فيما أمره ، ويدين الله بطاعته وامتثال أمره ، قال : عن أمية بن علي القيسي قال : دخلت أنا وحماد بن عيسى على أبي جعفر عليهالسلام بالمدينة النودعه ، فقال لنا : لا تحركا اليوم وأقيما إلى غي. فلما خرجنا من عنده قال لي حماد : أنا أخرج فقد خرج ثقلي ، فقلت أنا : أما أنا فأقيم ، فخرج حماد، فجرى الوادي تلك الليلة ففرق فيه ، وقبره بسيالة (١) . وهذا دليل واضح على أن الرجل كان عنده مكانة ، ولذا أمره بالإِقامة ، وفيه أمارة للرشاد لمن كان من أهل السداد.
١٩٤ ـ أصل اُميّة بن عمرو الشعيري الكوفي : قال الشيخ في الرجال : إنه من أصحاب الكاظم عليهالسلام ، وهو واقفي (٢) . وقلّده في نسبة الوقف إليه العلّامة في الخلاصة. وذكره الشيخ أيضاً في الفهرست بهذه العبارة : اُمية بن عمرو ، له كتاب (٣) ، كوفي يعرف بالشعيري ، ثم أسند طريقه إليه كما هو دأبه الوجيه، ولم ينسب فيها إلى الوقف والارتياب ، والله أعلم بالصواب .
__________________
(١) كشف الغمة ٢ : ٣٦٥ .
(٢) رجال الشيخ : ٣٤٣ / ١١ .
(٣) فهرست الشيخ : ٣٨ / ١١١ .